Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 66, Ayat: 3-7)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه } حفصة بالإِجماع { حديثاً } قال لها وأمرها بإخفائه وذلك الحديث حديث مارية وتحريمها ، وقيل : تحريم العسل { فلما نبّأت به } أخبرت حفصة بالحديث عائشة { وأظهره الله عليه } أي أطلع الله عليه رسوله ، وما جرى من إفشاء سرّه { عرّف بعضه } قرأ الكسائي بالتخفيف وهي قراءة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أي غضب عليها وجازاها بما فعلت ، وقراءة الباقين بالتشديد معناه عرّف غيره ، يعني عرَّف النبي حفصة ببعض الحديث وأخبرها به { وأعرض عن بعض } ولم يخبرها به ، قال الحسن : ما استقصي كريم قط { فلمَّا نبَّأها به } أي أخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حفصة بما أظهر الله عليه { قالت } حفصة { من أنبأك هذا قال نبَّأني العليم الخبير } بالسر ، وإنما قالت من أنبأك هذا لأنها وثقت بعائشة أنها لا تخبر { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } أي مالت وزاغت إلى الإِثم واستوجبتهما التوبة { وإن تظاهرا عليه } تعاونا يعني حفصة وعائشة تظاهرا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في إذائه { فإن الله هو مولاه } ناصره { وجبريل } ناصره { وصالح المؤمنين } أي خيار المؤمنين وهو علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وقيل : الأنبياء ، وقيل : هو الصالحون { والملائكة بعد ذلك ظهير } أي معين { عسى ربه إن طلّقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكنَّ } قيل : بحسن العشرة والخدمة وطاعة الرسول ، وقيل : في الفضل والدين { مسلمات } أي مطيعات منقادات { مؤمنات } قيل : مصدقات لله ورسوله { قانتات } قيل : خاضعات لله تعالى { تائبات } قيل : راجعات إلى الله تعالى في أمورهن { عابدات } لله بالفرائض والسنن بالإِخلاص { سائحات } قيل : ماضيات في طاعة الله وقيل : صائمات { وأبكاراً } أي لم يكن لهن أزواج وهذا اخبار عن القدرة لا عن الكون لأنه علم أنه لا يطلقهن { يأيها الذين آمنوا قوا } أي احفظوا { أنفسكم وأهليكم ناراً } أي افعلوا ما أمر الله به وأمروا أهليكم بذلك وانهوهم عن معصية الله تعالى تمنعوهم بذلك من النار { وقودها الناس والحجارة } ، قيل : حطباً ، وقيل : يوقد عليهم تعذيباً ، وقيل : هي حجارة الأصنام التي عبدوها يعذبون بها ، وعن ابن عباس : هي حجارة الكبريت وهي أشد الأشياء حراً { عليها ملائكة } يعني الزبانية التسعة عشر وأعوانهم { غلاظ } يعني غلاظ القلوب لا يرحمون أحداً من أهل النار { شداد } أي أقوياء { لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } { يأيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم } لما عذبوا أخذوا في الاعتذار فقال لهم : لا تعتذروا هذا جزاء فعلكم .