Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 26-30)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً } الآية نزلت لما كانوا يطوفون بالبيت عراة فنهاهم الله تعالى عن ذلك ، يا بني آدم خطاب عام ، قد أنزلنا مع آدم وحوى حين أهبطا ، وقيل : معناه أنه ينبت بالمطر الذي ينزل ، وقيل : خلقنا لكم ، وقيل : ألهمناكم صنعتها واللباس ما يلبس من الثياب وغيرها { يواري سوءاتكم } يعني عوراتكم { وريشاً } الريش لباس الريشة ، وقيل : هو المال استعير من ريش الطائر لأنه ريشه { ولباس التقوى ذلك خير } ، قيل : العمل الصالح ويدخل فيه جميع أنواع الخير ، وقيل : هو الصوف والخشن من الثياب ، وقيل : لباس الحرب والدرع وغيرها ، وقيل : ستر العورة ، وقيل : خشية الله تعالى { يا بني آدم } خطاب لجميع المكلفين وعظة لهم { لا يفتننكم الشيطان } لا يضلنكم عن الدين ولا يصرفنكم عن الحق ، قوله تعالى : { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } قبيله : أتباعه ، من الجن والإِنس ، ومتى قيل : لم يرونا ونحن لا نراهم ؟ قيل : لأن الله تعالى جعل لأبصارهم قوَّة شعاع يرى بعضهم بعضاً ويروننا وليس لأبصارنا تلك القوة ، وعن مالك بن دينار : أن عدواً يراك ولا تراه لشديد الموتة إلا من عصمه الله تعالى { إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون } ، قيل : حكمنا وبينا أنهم يتناصرون على الباطل { وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا } ، إن قيل : من أين أخذها أباؤكم قالوا : الله أمرنا بها ، وقيل : أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة الرجال والنساء ، ويقولون : نطوف كما ولدنا ، وعن الحسن : إن الله تعالى بعث محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى العرب وهم قدرية محبرة يحملون ذنوبهم على الله تعالى وتصديقه ، قوله تعالى : { وإذا فعلوا فاحشة } والفاحشة اسم جامع لكل المعاصي والقبائح ، وقيل : هو الشرك ، وقيل : أن أهل الجاهلية أهل أخبار قالوا : لو كره الله منَّا ما نحن عليه من الدين لنقلنا عنه ، فذلك قوله تعالى : { والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمرُ بالفحشاء } أي بالقبائح ، وكفى به رداً على أهل الخير { أتقولون على الله ما لا تعلمون } { قل } يا محمد { أمر ربي بالقسط } اي بالعدل ، وقيل : بالتوحيد { وأقيموا وجوهكم } بالاخلاص لله سبحانه عند الصلاة وفي السجود { وادعوه } واعبدوه { مخلصين له الدين } في الطاعة والعبادة { كما بدأكم } خلقكم أحياء لا من شيء أولاً { تعودون } أحياء بعد الموت والفناء ، وقيل : تعودون على ما أنتم عليه المؤمن على إيمانه والكافر على كفره { فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة } ، قيل : المراد بالهدى الدلالة وذلك أن المؤمن نظر فعرف وهؤلاء لم يعرفوا ، وقيل : الهدى إلى طريق الثواب والضلال عنه بالعقاب في النار { إنهم اتخذوا الشياطين أولياء } يعني يوم القيامة بالطاعة فيما أمروهم به .