Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 78, Ayat: 21-40)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إن جهنم كانت مرصاداً } أي طريقاً منصوبة للعالمين فهي موردهم { للطاغين مآباً } لمن جاوز حدّ الله مصيرا ومرجعاً { لابثين فيها أحقاباً } أي مقيمين فيها أزماناً ودهوراً لا نقضي لها ، وقيل : لابثين فيها أحقاباً { لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً } فكأنهم يعذبون مرة بالنار فلا يذوقون شيئاً ومرة بالحميم والغساق ومرة بالزمهرير ، واختلفوا في معنى الحقب قال بعضهم : ليس له حدّ معلوم وإنما هو اسم للزمان والدهر ، وعن ابن مسعود : لا يعلم الأحقاب إلا الله ، وعن الحسن : والله ما هو إلا إذا مضى حقب دخل أحقب آخر كذلك أبد الآبدين فليس للأحقاب مدة إلا الخلود في النار ، وقد روي أن الحقب سبعون ألف سنة كل يوم كألف سنة مما تعدون ، وقيل : أربعون سنة كل يوم منها ألف سنة ، وقيل : ثمانون سنة كل سنة اثني عشر شهراً كل شهر ثلاثون يوماً ، كل يوم ألف سنة ، وقيل : بضع وثمانون سنة ، السنة ثلاثمائة وستون يوماً ، كل يوم ألف سنة مما تعدون ، وقيل : الحقب ثلاثمائة سنة ، كل سنة ثلاثمائة وستون يوماً ، كل يوم ألف سنة { لا يذوقون فيها } أي في جهنم { برداً ولا شراباً } يعني برد يدفع عن النار ولا شراباً يدفع العطش { إلاَّ حميماً } وهو الماء الحار { وغساقاً } قيل : صديد أهل النار ، وقيل : دموع أهل النار ، وقيل : الزمهرير قيل : استثناء من … والغساق ، وقيل : الغساق واد في جهنم { جزاء } بحسب أعمالهم { وفاقاً } أي وفق أعمالهم { إنهم كانوا لا يرجون حساباً } بل لا يرجون لتكذيبهم جزاء وحساباً ، وقيل : لا يخافون الحساب { وكذّبوا بآياتنا كذّاباً } أي بأدلتنا { وكل شيء أحصيناه كتاباً } يعني لم نعاقبهم حتى أحصى عليهم أفعالهم القليل والكثير ، وقيل : كتاب الحفظة ثم يقال لهم : { فذوقوا } العذاب ، قيل : هذا نداء من الله لهم ، وقيل : بل يقوله الخزنة { فلن نزيدكم إلاَّ عذاباً } قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " هذه أشد آية على أهل النار " { إن للمتقين } الذين يجتنبون الكبائر { مفازاً } منجى { حدائق } جنات وبساتين { وكواعب } أي جواري نواهد { أتراباً } متساوية في سن واحد { لا يسمعون فيها لغواً } أي كلاماً يكرهونه ، وقيل : لا يسمعون ما يؤذيهم { ولا كذّاباً } قيل : لا يسمعون من أحد تكذيبه { جزاء من ربك } أي مكافأة على عملهم { عطاء } أي أعطاهم الله ذلك { حساباً } أي كافياً يكفيهم ، وقيل : حساباً على قدر الاستحقاق { رب السماوات والأرض } فهو رب كل شيء { وما بينهما الرحمان لا يملكون منه خطاباً } كلاماً لأنه يفعل بحسب الاستحقاق والعدل والحكمة لا يكون لأحد فيه كلام { يوم يقوم الروح } قيل : جبريل ، وقيل : ملك من أعظم الملائكة ، وقيل : القرآن ، وقيل : خلقاً على صور الآدميين يأكلون ويشربون ، وقيل : أرواح بني آدم ، وقيل : رد الأجساد الروح { والملائكة صفاً } أي واقفة { صفاً لا يتكلمون } أحد منهم { إلاَّ من أذن له الرحمان وقال صواباً } قيل : الذي يؤذن لهم فيه لا إله إلا الله ، وقيل : يؤذن لمحمد في الشفاعة { ذلك اليوم الحق } قيل : ذلك اليوم الذي وعد الله به حق ، وقيل : ذلك اليوم الذي يكون الحق لا الباطل { فمن شاء اتخذ } بالطاعة { إلى ربه } أي إلى رضائه والموضع الذي يحكم فيه { مآباً } قيل : مرجعاً ، وقيل : سبيلاً { إنا أنذرناكم } خوفناكم { عذاباً قريباً } قيل : يوم القيامة ، وقيل : يوم بدر { يوم ينظر المرء ما قدمت يداه } أي يجازى به ، وقيل : يرى جميع ما قدم من أعماله الخير والشر والصغير والكبير مكتوباً فيجازى عليه فعند ذلك { يقول الكافر } عند يرى أعماله القبيحة { يا ليتني كنت تراباً } فيقول التراب لا وكرامة لك لئن جعلك مثلي .