Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 7-14)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين انها لكم } روى الثعلبي قال : ولما بلغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قريباً من بدر سمع أبو سفيان بمسير النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) استأجر ضمضم بن عمرو الغفاري وبعثه إلى مكة يخبرهم أن محمداً قد خرج لعيرهم ، فأتى مكة فأخبرهم بذلك فغضبوا وانتدبوا وخرجوا وقالوا : لا يتخلف عنا أحد وخرج الشيطان في صورة سراقة { وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم } وهي العير لأنه لم يكن معها إلا أربعون فارساً ، والشوكة النجدة مأخوذة من واحدة الشوك { ويريد الله أن يحق الحق بكلماته } يعني بأمره لكم بقتال الكفار { ليحق الحق } بظهور الإِسلام { ويبطل الباطل } الكفر ، وقيل : الحق القرآن { إذ تستغيثون ربكم } وذلك أنهم لما علموا أنه لا بد لهم من القتال دعوا الله يقولون : اللهم انصرنا على عدونا يا غياث المستغيثين ، " وروي أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نظر إلى المشركين وهم ألف وإلى أصحابه وهم ثلاثمائة فاستقبل القبلة ومدّ يده يدعو وقال : " اللهم انجزني ما وعدتني " { فاستجاب لكم أَني ممدكم بألف من الملائكة مردفين } ، قيل : نزل جبريل ( عليه السلام ) في خمسمائة ملك على الميمنة وميكائيل ( عليه السلام ) على الميسرة في خمسمائة وفيها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، روي أنها نزلت الملائكة يوم بدر على صورة الرجال عليهم ثياب بيض وعمائم بيض قد أرخوا أذنابها بين أكتافهم فقاتلوا ، ولم يقاتلوا إلاَّ يوم بدر ويوم الأحزاب ، وعن أبي داوود المازني : تبعت رجلاً من المشركين لأضربه يوم بدر فوقع رأسه بين يدي قبل أن يصل إليه سيفي ، وقيل : لما يقاتلوا وإنما كانوا يكثرون السواد ، ويثبتون المؤمنين ، وإلا فملك واحد كاف بأهل الدنيا ، فإن جبريل أهلك بريشة من جناحه مدائن قوم لوط ، وأهلك بلاد ثمود قوم صالح بصيحة واحدة { وما جعله الله } يعني الإمداد بالملائكة { إلاَّ بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله } فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين { إذ يغشيكم النعاس أمنة منه } وهي غاية الأمن لأن الخوف يسهر ، قيل : لما أسهرهم الخوف أرسل الله عليهم النوم فأمنوا واستراحوا { وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به } من الجنابة { ويذهب عنكم رجز الشيطان } ، وروي أنه أصابهم الظمأ ، فوسوس اليهم الشيطان أنهم يهلكون من العطش ، فأرسل الله عليهم المطر فشربوا وتطهروا ولبدت الأرض وزالت وسوسة الشيطان ورجز الشيطان وسوسته ومطاياه ، وقيل : هو الاحتلام { وليربط على قلوبكم } أي يشدها ويقويها بالأمن وزوال الخوف { إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنِّي معكم بالمعونة والنصر فثبِّتوا الذين آمنوا } ، قيل : بقتالهم معهم يوم بدر ، وقيل : بحضورهم معهم في الحروب { سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب } يعني الخوف أخبر به الملائكة ليخبر به المؤمنين { فاضربوا فوق الأعناق } ، قيل : هو أمر للملائكة ، وقيل : بل هو للمؤمنين ، قيل : ومعنى فوق الأعناق اضربوا الأعناق كقوله : { فضرب الرقاب } قال الأصم : سورة محمد نزلت بعد بدر ، وقيل : معناه الأعناق فما فوقها ، وقيل : فاضربوا الرؤوس فوق الأعناق { واضربوا منهم كل بنان } يعني اضربوا الرؤوس والأيدي { ذلك بأنهم شاقُّوا الله } يعني هؤلاء الكفار خالفوا الله فيما أمر الله به وخالفوا رسوله فيما شرع لهم { ذلكم فذوقوه } يعني هذا العذاب الذي عجله الله لكم أيها المشركون من القتل والأسر والخذلان جزاء لكم على فعلكم { وأنَّ للكافرين } في القيامة { عذاب النار } .