Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 86, Ayat: 1-17)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال : " نجم رمى به وهو من آيات الله " ، فعجب أبو طالب فأنزل الله : { والسماء والطارق } قسم برب السماء وقيل : بالسماء { وما أدراك ما الطارق } ففسر ذلك فقال سبحانه : { النجم الثاقب } أي هو النجم الثاقب مثل المضيء كأنه يثقب الظلام بضوئه ، وقيل : الثاقب الذي يرمي الشيطان ، وقيل : العالي على النجوم وهو زحل ، وطروق النجوم ظهورها بالليل وخفاؤها بالنهار { إن كل نفس لمَّا عليها حافظ } هذا جواب القسم حافظ من الملائكة يحفظون عمله ورزقه وأجله ، وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " وكل بالمؤمن مائة وستون ملكاً يذبون عنه كما يذب عن قصعة العسل الذباب ولو وكل العبد الى نفسه طرفة عين لاختطفته الشياطين " { فلينظر الإِنسان ممّ خلق } أي الذين ينكرون البعث لينظروا في أنفسهم كيف خلقهم وماذا خلقهم { خلق من ماء دافق } أي مدفوق مصبوب بالرحم { يخرج من بين الصلب والترائب } قيل : يخرج من الرجل من الصلب ومن المرأة من الترائب والله يخلق الولد منهما ، وقيل : الترائب موضع القلادة ، وقيل : بين ثدي المرأة ، وقيل : عنى به اليدين والرجلين والعينين { إنه على رجعه لقادر } يعني هذا الذي خلقه ابتداء من هذا الماء يقدر على رجعه حيّاً بعد الموت ، وقيل : رد الماء في الصلب { يوم تبلى السرائر } يعني يوم القيامة تبلى تكشف الأسرار فيظهر ما كان يخفيه { فما له من قوةٍ ولا ناصر } ينصره فيدفع عنه العذاب { والسماء } قيل : قسم بنفس السماء ، وقيل : برب السماء { ذات الرجع } قيل : ذات المطر والذي يرجع به حالاً بعد حال ، وقيل : شمسها وقمرها ونجومها تغيب ثم تطلع { والأرض ذات الصدع } أي تصدع بالنبات { إنه لقول فصل } هذا جواب القسم ومعناه أن الاحياء بعد الموت والوعد بالبعث قول فصل ، وقيل : أنه يعني القرآن وما فيه من الوعد والوعيد والأحكام قول حق وهو الوحي { وما هو بالهزل } أي أنه جدّ ليس بلعب ، والهزل نقيض الجدّ ويصيره اللهو واللعب هزل يهزل هزلاً { إنهم } يعني الكفار { يكيدون كيداً } أي يحتالون في الايقاع بك وبمن معك ويريدون إطفاء نورك { وأكيد كيداً } أي أريد أمراً آخر على ضد ما يريدون أو أريد ما ينقص تدابيرهم وهو الدفع عنك وإتمام أمرك وإظهار دينك { فمهّل الكافرين أملهم رويداً } فمهّل الكفارين أي انظرهم ولا تعاجلهم وارضَ بتدبير الله فيهم رويداً ، أي امهالاً قليلاً لأن ما هو كائن قريب ، قيل : أراد يوم بدر ، وقيل : يوم القيامة .