Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 48-57)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لقد ابتغوا الفتنة } أي العنت وتفريق أصحابك عنك كما فعل عبد الله بن أبي يوم أُحُد حين انصرف بمن معه ، وقوله : { من قبل } يعني من قبل غزوة تبوك ، وقيل : يوم الأحزاب ، وقيل : طلبوا الأضرار بك حالاً بعد حال { وقلبوا لك الأمور } ، قيل : طلبوا لك الحيلة من كل وجه ليبطلوا دينك ولم يقدروا عليه { حتى جاء الحق } ، قيل : النصر والظفر الذي وعد الله به { وظهر أمر الله } ، قيل : دينه وهو الاسلام { وهم كارهون } يعني هؤلاء المنافقون كرهوا ظهور الاسلام { ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني } الآية نزلت في جد بن قيس ، وروي : أنه قال للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تفتني بنات الأصفر يعني نساء الروم ولكني أعينك بما لي واتركني { ألا في الفتنة سقطوا } أي الفتنة التي سقطوا فيها هي فتنة التخلف { ان تصبك } في بعض الغزوات { حسنة } ظفر وغنيمة { تسؤهم وإن تصبك مصيبة } قتل وهزيمة ونكاية شديدة نحو ما جرى يوم أُحُد { يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل } يعني قد أخذنا حذرنا والعمل بالحزم من قبل ما وقع { ويتولوا } عن مقام التحدث بذلك والاجتماع له في أهاليهم { وهم فرحون } { قل } يا محمد { لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا } من الثواب والحسنة ، وقيل : ما كتب الله لنا في اللوح المحفوظ وعلمه { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } وحق المؤمنين ألا يتوكلون إلا على الله تعالى { قل هل تربصون بنا } أي هل تنتظرون بنا أيها المنافقون { إلا إحدى الحسنيين } إما النصر والغنيمة مع الأجر وإما القتل والشهادة المؤدية إلى الجنة وهو الفوز العظيم وهذا قول ابن عباس { ونحن نتربص بكم } أي ننتظر { أن يصيبكم الله بعذاب من عنده } ، قيل : بالموت { أو بأيدينا } أي بالقتل { فتربَّصوا إنَّا معكم متربصون } أي انتظروا لنا انا منتظرون لكم ، يعني لما تقدم ذكره أما القتل وفيه الشهادة ، وأما الأجر وفيه الظفر والغنيمة ، وقيل : تربصون مواعيد الشيطان وهو إبطال دينه ونحن نتربص مواعيد الله من إظهار دينه والنصر لنا { قل انفقوا طوعاً أو كرهاً لن يتقبل منكم } نزلت في جد بن قيس ، حين استأذن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في القعود عن الجهاد ، وقال : هذا ما لي أعينك به عن جماعة المفسرين { وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله ولا يأتون الصلاة إلاَّ وهم كسالى } أي متثاقلين يعني لم يؤدوا الصلاة كما أمروا بل أدَّوها نفاقاً وفي بعض الأخبار أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كره للمؤمنين أن يقول كسلت ولكن ثقلت كأنه ذهب إلى هذه الآية ، قوله تعالى : { إنما يريد الله ليعذِّبهم بها في الحياة الدنيا } ، قيل : بالمصائب ، وقيل : بالسبي وغنيمة الأموال ، وقيل : بالدنيا هذا بالمنافقين والعذاب بها عندما يلقون الملائكة في وقت البشارة بالعذاب ، وقيل : بأمرهم بإخراج الحقوق منها فهو تعذيبهم ، ثم أظهر تعالى سراً من أسرار القوم فقال : { ويحلفون بالله } يعني المنافقين { إنهم لمنكم } في الايمان والطاعة { وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون } يخافون القتل وما يفعل بالمشركين فيظهرون تقية { لو يجدون ملجأ } مكاناً يلجأون إليه متحصنين فيه من رأس جبل أو قلعة أو جزيرة { أو مغارات } ، قيل : غيراناً ، وقيل : موضعاً يغيبون فيه { أو مدَّخلاً } أو نفقاً يندسون فيه ، وقيل : موضع دخول يأوون فيه { لولّوا إليه وهم يجمحون } يسرعون إسراعاً لا يحد همهم شيء .