Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 69-74)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كالذين من قبلكم } ، قيل : معناه فعلهم كفعل الذين من قبلهم ، وقيل : لعنهم الله تعالى كلعن الذين من قبلهم كفار الأمم الخالية { كانوا أشد منهم قوة } ، قيل : بطشاً { فاستمتعوا بخلاقهم } أي بنصيبهم من الدنيا { فاستمتعتم بخلاقكم } بنصيبكم { كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم } بنصيبهم الذي قدر لهم ، قوله تعالى : { وخضتم كالذي خاضوا } دخلتم في الكفر والباطل والكذب على الله تعالى ورسوله والاستهزاء بدينه كما خاض الذين من قبلكم { وأولئك هم الخاسرون } خسروا نعيم الجنة وأبقوا أنفسهم في العذاب الدائم { ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم } يعني قبل هؤلاء المنافقين والكافرين أي خبر الذين من قبلهم من الأمم الماضية حين عصوا الله ورسوله وخالفوا أمره حتى أهلكهم الله تعالى لأن قوم نوح أهلكوا بالطوفان { وعاد } وهم قوم هود أهلكوا بالريح الصرصر { وثمود } قوم صالح أهلكوا بالرجفة { وقوم ابراهيم } بسلب النعمة وهلك نمرود { وأصحاب مدين } قوم شعيب هلكوا بالعذاب يوم الظلّة ومدين اسم للبلد التي كان فيها شعيب ( عليه السلام ) { والمؤتفكات } المتقلبات وهم قوم لوط { أتتهم رسلهم بالبينات } الآية ، ولما تقدم ذكر المنافقين عقبه بذكر المؤمنين وما أعد لهم فقال تعالى : { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } في النصرة والموالاة في الدين { يأمرون بالمعروف } بالايمان والطاعات { وينهون عن المنكر } والمعاصي { وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار } أي تحت أشجارها وأبنيتها { ومساكن طيبة } أي مواضع يسكنون فيها طيبة قصور من اللؤلؤ والياقوت الأحمر والزبرجد ، وقيل : قصر في الجنة من لؤلؤة فيها سبعون داراً من ياقوتة حمراء ، في كل دار سبعون بيتاً من زبرجدة خضراء ، وفي كل بيت سبعون سريراً على كل سرير سبعون فراشاً من كل لون على كل فراش وجه من الحور العين ، في كل بيت مائدة في كل مائدة سبعون لوناً من الطعام ، وفي كل بيت وصيفة ورضوان من الله أكبر يعني رضى الله أكبر من ذلك وأعظم ، قوله تعالى : { يأيها النبي جاهد الكفاروالمنافقين } الخطاب للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمراد به الأمة ، يعني الكفار بالسيف والمنافقين باللسان ، وقيل : بإقامة الحدود وكانوا أكثر من يصيب الحدود وإذا ظهر نفاقهم مرتدين وجب قتلهم { واغلظ عليهم } ، قيل : باللسان تهديداً ، وقيل : إظهار سرائرهم ، وقيل : جاهدوا الكفار بالسيف والمنافقين بالحجة { يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر } ، قيل : " لما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى غزوة تبوك كان المنافقون يجتمون ويسبُّون النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويطعنون في دينه فنقل حذيفة ما قالوا إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فدعاهم فقال : " ما هذا الذي بلغني عنكم " ، فحلفوا ما قالوا شيئاً " فنزلت الآية تكذيباً لهم ، وقيل : نزلت في عبد الله بن أُبي بن سلول حين قال : لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذلّ ، فأخبر زيد بن أرقم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فحلف ما قال ذلك فنزلت الآية { ولقد قالوا كلمة الكفر } يعني الطعن في الدين وتكذيب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { وكفروا بعد إسلامهم } أي بعد إظهارهم الاسلام ، وقيل : يعني ظهر كفرهم بعد أن كان باطناً { وهموا بما لم ينالوا } بما لم يدركوا ، قيل : هو هم المنافقين بقتل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليلة العقبة ، وقيل : همهم بإخراج الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { وما نقموا } أي ما أنكروا وما عابوا { إلا أن أغناهم الله } تعالى وذلك أنهم كانوا حين قدم عليهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ضنك العيش فجعلهم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كالمسلمين في الغنائم والأموال ، وقيل : كثرت أموالهم بسبب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد ما كانوا في ضيق وعسرة { فإن يتوبوا } يعني أن يتركوا النفاق ويخلصوا توبتهم { يك خيراً لهم وإن يتولَّوا يعذبهم الله عذاباً أليماً } بالقتل والأسر والخزي ، وقيل : عند الناس ، وقيل : بالقبر وفي الآخرة عذاب النار .