Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 90, Ayat: 1-7)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لا أقسم } الله سبحانه بالبلد الحرام وما بعده على أن الإِنسان خلق معموراً في مكابدة المشاق والشدائد ، وقيل : برب مكة ، وبالاتفاق أن البلد مكة { وأنت حلّ بهذا البلد } حلال لك حين أمر بالقتال يوم الفتح وأحل له فدخلها كرهاً ولم يحل لأحد بعده ، وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه خطب وقال : " إن الله تعالى حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض إلى أن تقوم القيامة لم تحل لأحد قبلي ولا لأحد بعدي ، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار " ، وقيل : أقسم بهذا البلد { وأنت حلّ } أي حال { ووالدٍ وما ولد } قيل : كل والد وما ولد ، وقيل : ابراهيم وولده { لقد خلقنا الانسان في كبد } هو جواب القسم في كبد في نصب وشدة ، وقيل : مكابدة أمر الدنيا والآخرة ، وقيل : يحتاج إلى أن يكابد العيش وأمر الدنيا ويكابد ما أمر به من أمر الطاعة واجتناب المعصية ويكابد الشكر على النعم والصبر على المحن ، وروي عن ابن عباس : ليس شيء من خلق الله يكابد الانسان في أموره وحياته ومعيشته ما يكابد مع ما يصير إليه من أمور الآخرة { أيحسب أن لن يقدر عليه أحد } على إعادته بعد موته ومجازاته على أعماله { يقول أهلكت مالاً لبداً } يعني مالاً جماً في معصية الله ندماً وتحسراً ، وقيل : يقول ذلك على سبيل الافتخار { أيحسب أن لم يره أحد } يطالبه .