Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 91, Ayat: 1-15)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أقسم بالشمس لما فيها من الدلائل والنعمة ، وقيل : فيه إضمار أي برب { الشمس وضحاها } قيل : ضحوها ، وقيل : هو النهار { والليل إذا يغشاها } أي يغطي الشمس حين الغروب فيسترها عن أعين الناظرين وتظلم الأفاق ولا يجوز أن يرجع إلى النهار لأنه لا يؤنث { والسماء وما بناها } أي وبانيها يعني خلقها ورفعها وأمسكها ، وقيل : زين بناءها { والأرض وما طحاها } أي ومن سطحها وبسطها { ونفس وما سوَّاها } تسويتها بأن عدَّل خلقها وأعضاءها ، وقيل : { ونفس وما سوّاها } الله { والسماء وما بناها } الله ، قيل : أقسم الله بالسماء ومن بناها والأرض ومن دحاها والنفس وما سواها { فألهمها فجورها وتقواها } أي بيَّن لها الخير والشر وعرَّفها الفجور والتقوى { قد أفلح } هذا جواب القسم وتقديره { لقد أفلح من زكَّاها } قيل : طهّرها بأعمال الطاعة وتجنب المعاصي ، وقيل : زكّى نفسه بعمل صالح { وقد خاب } خسر { من دسّاها } أو دسى نفسه بالمعاصي ، وقيل : قد أفلح من زكاها برفع الهمة وقد خاب من دساها بوضع الهمة ، روي ذلك عن زيد بن علي ( عليهما السلام ) { كذّبت ثمود بطغواها } مجاوزتها للحدّ في العصيان { إذ انبعث } قام أشدها شقاوة قدار بن سالف عاقر الناقة وكان رجلاً أشعر أزرق قصيراً ، ومعنى { أشقاها } أي أشقى تلك القبيلة لأنه لولا عقرها فا هلك نفسه وقبيله { فقال لهم رسول الله } صالح حين بلغه أنهم قصدوا عقرها : لا تفعلوا { ناقة الله } وإنما أضاف الناقة إلى الله لأنه خلقها من غير واسطة دلالة على توحيده ومعجزة لنبيّه { وسقياها } أي احذروا أن تمنعوا سقياها ، أي نصيبها من الماء ، وكان لها شرب ولهم شرب { فكذّبوه } أي كذبوا صالحاً فيما أوعدهم به { فعقروها } { فدمدم عليهم ربهم } ، قيل : دمَّهم وأهلكهم وأنزل بهم العذاب ، وقيل : الدمدمة هي الصيحة الشديدة ، وقيل : صاح بهم جبريل { بذنبهم } أي فعل بهم ذلك لأجل ذنبهم وهو تكذيب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { فسوَّاها } قيل : سوّى الدمدمة عليهم وعمّهم بها ، فـ { لا يخاف عقباها } قيل : لا يخاف الله تبعة الدمدمة أي بما فعل بهم ذلك ولم يخف جزاء وعاقبة أو في الهلاك ولا يخاف عقبى هلاكها .