Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 96, Ayat: 1-8)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إقرأ باسم ربك } أي اقرأ مفتتحاً باسم ربك قل : بسم الله ثم اقرأ ، فأمره بالابتداء بذكره ثم بالقرآن { الذي خلق } { خلق الانسان } ويتناول كل مخلوق لأنه مطلق ، وقوله : { خلق الانسان } تخصيص للانسان بالذكر مرتين ما يتناوله الخلق لأن التنزيل اليه وهو أشرف ما على الأرض { من علق } وهو الدم الجامد الذي تستحيل النطفة اليه في الرحم وقوله : { اقرأ } كرر للتأكيد ، وقيل : في الأول اسمه وفي الثاني القرآن ، وقيل : الأول بالقراءة نفسها وفي الثانية بالقراءة للتبليغ { وربك الأكرم } لا أحد أكرم منه لأن فعله إكرامٌ وإحسانٌ { الذي علَّم بالقلم } أي علم الخط والكتابة الذي فيه النفع العظيم فيما يتعلق بالدين والدنيا { علَّم الإِنسان ما لم يعلم } قدر على أن كرمه أنه علَّم عباده ما لم يعلموا ، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم ونبَّه على فضل الكتابة لما فيها من المنافع العظيمة التي لا يحيط بها إلا هو ، وما دوّنت العلوم ولا قيّدت الحكم ولا ضُبطت أخبار الأول ومقالاتِهم ولا كتب الله المنزّلة إلا بالكتابة ، ولولا هي لما استقامت أمور الدين ولا الدنيا ، وقيل : علم آدم الأسماء ثم صار ذلك في أولاده ، والإِنسان آدم ، وقيل : هو عام { كلا } ، قيل : ردعٌ وزجرٌ لا يعص مع هذه النعم ، وقيل : حقَّاً { إن الانسان ليطغى } ليتجاوز إلى منزله في طعامه ولباسه ، وقيل : لحرصه على المال والدنيا وجمعها { أن رآه استغنى } يعني إن رأى لنفسه غناءً ومالاً وديناً ، وقيل : الرؤيا بمعنى الظن أي يظن نفسه غنياً { إن إلى ربك } أي الموضع الذي يحكم فيه بين العباد { الرجعى } .