Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 98, Ayat: 1-8)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

" ومن قرأ سورة { لم يكن } كان يوم القيامة مع خير البرية مساءً ومقيلاً " عن أبي الدرداء عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) انه قال : " لو يعلم الناس ما في هذه السورة { لم يكن الذين كفروا } لعطلوا الأهل والمال وتعلموها " . كان الكفار من الفريقين أهل الكتاب وعبدة الأوثان يقولون قبل بعثة النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : لا تنفك عما نحن عليه من ديننا ولا نتركه حتى يبعث النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) الموعود الذي هو مكتوب في التوراة والانجيل وهو محمد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، فحكى الله تعالى ما كانوا يقولون ثم قال : { وما تفرق الذين أوتوا الكتاب } يعني أنهم كانوا يعدون اجتماع الكلمة والاتفاق على الحق إذ جاءهم الرسول طوبى مما فرقهم عن الحق ولا أقرّهم على الكفر الا في الرسول ، وهو محمد سماه نبياً لما معه من البينات نحو القرآن وسائر المعجزات ، ثم فسّر البينة فقال : { رسول من الله } متعلقا { يتلو } عليهم { صحفاً } جمع صحيفة ، وقيل : الصحف المطهرة في السماء ، وقيل : هو القرآن لأنه مثبت في اللوح المحفوظ { فيها كتب قيمة } أي عادلة ، وقيل : مستقيمة { وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة } ثم تفرقوا في الدين ، ولم يختلفوا إلاّ من بعد ما جاءتهم الحجة ، وقيل : كانوا مجتمعين على نبوة محمد فلما بعث محمداً تفرقوا من بعضهم وكفر بعضهم { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } مايلين عن جميع الأديان إلى دين الإسلام ، وقيل : مستقيمين { ويقيموا الصلاة } ويديمونها بأركانها { ويؤتوا الزكاة } المفروضة { وذلك } يعني ما ذكر { دين القيّمة } ذلك الدّين المستقيم { إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين } عطف المشركين على الذين كفروا { في نار جهنم خالدين فيها } أي دائمين { أولئك هم شر البرية } أي شر الخلق { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية } أي خير الخليقة { جزآؤهم عند ربهم جنات عدنٍ } اقامة { تجري من تحتها الأنهار } أي من تحت أبنيتها وأشجارها { خالدين فيها أبداً } أي دائمين لا ينقطع { رضي الله عنهم } بما قدموا من الطاعات وقيل : رضي أعمالهم ورضوا بما جازاهم من النعم والثواب ، وقيل : رضي الله عنهم حيث وحدوه ونزهوه عن القبائح وأطاعوه { ورضوا عنه } حيث فعل لهم ما رجوا من فضله وخيره { ذلك لمن خشي ربه } عقابه فأطاعه .