Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 34-36)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ } أي : لا أسمع منه ولا أعلم منه . قوله : { ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الأَيَاتِ } قال مجاهد : يعني قدّ القميص من دبر ، وقطع الأيدي ، أيدي النسوة . { لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ } أي : حتى زمان ، في تفسير الكلبي . قال الكلبي : بلغنا أنها قالت لزوجها : صدّقته وكذّبتني وفضحتني في المدينة ، فأنا غير ساعية في رضاك إن لم تسجن يوسف ، وتسمع به وتعذرني ، فأمر بيوسف ، فحمل على حمار ، ثم ضرب بالطبل : إن هذا يوسف العبراني أراد سيدته على نفسها . فطيف به في أسواق مصر كلها ، ثم أدخل السجن . قال الكلبي : قال أبو صالح : لم أرَ ابن عباس قط يذكر هذا الحديث على يوسف إلا بكى . قوله : { وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ . قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً } وهي في قراءة ابن مسعود : أعصر عنباً . { وَقَالَ الأَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً } وفي في قراءة ابن مسعود : قصعة من ثريد . { تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ المُحْسِنِينَ } . قال بعضهم : كان إحسانه ، فيما بلغنا ، أنه كان يداوي جرحاهم ، ويعزّي حزينهم ، ورأوا منه إحساناً فأحبّوه على فعله . وكان الذي قال : إني أراني أعصر خمراً ساقي الملك على شرابه ، وكان الذي قال : إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه خباز الملك على طعامه . فقال للخباز : إنك تصلب وتأكل الطير من رأسك ، وقال لساقيه : أما أنت فترد على عملك . فذكر لنا أنهما قالا حين عبّر لهما الرؤيا : لم نرَ شيئاً ، فقال : { قُضِيَ الأَمْرُ الذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } . وقال الكلبي : قال الساقي : إني أريت فيما يرى النائم أني دخلت الكرم ، فإذا أنا بحبلة حسنة الورق والظل ، ذات قضبان ثلاثة . فنظرت إلى القضبان فإذا أنا فيها بعنب قد طاب . فأخذت من العنب ، فعصرته في كأس الملك ، ثم أعطيته إياه ، فأخذه من يدي فشربه . فقال له يوسف : نعم الرؤيا رأيت . أما الحبلة التي رأيت وظلها وحسن ورقها فهو عملك الذي كنت عليه ، وأما القضبان الثلاثة فهي ثلاثة أيام تكون في السجن ، ثم يسأل عنك الملك ، فيردك إلى عملك ، ثم تعطيه الكأس فيأخذها من يدك ويشربها . ثم قال له يوسف : اذكرني عند ربك ، أي : عند الملك ، لعله يخرجني من مكاني . وقال الخباز : رأيت أني أحمل فوق رأسي خبزاً ، وقال : يا يوسف ، عبر رؤياي كما عبرت لصاحبي ، فقال له يوسف : وما رؤياك ؟ فقال : رأيت فيما يرى النائم أني خارج من مطبخ الملك ، وعلى رأسي ثلاث سلل من خبز ، فإذا فوق أعلاها طير تأكل منها . قال له يوسف : رؤياك قبيحة . أما السلل الثلاثة فثلاثة أيام تكون في السجن ، ثم يخرجك الملك فيصلبك فتأكل الطير من رأسك . فقال : يا يوسف ، فإني لم أرَ شيئاً . قال : { قُضِيَ الأَمْرُ الذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } كالذي قلتما ، كذلك يقضى لكما ، لصاحب الخير خير ، ولصاحب الشر شر . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الرؤيا عند عُبِرت " ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الرؤيا معلقة برجل طير ما لم يحدث بها صاحبها ، فإذا حدث بها وقعت . فلا تحدثَنَّ بها إلا عالماً أو ناصحاً ، أو قال : حبيباً ، أو كالذي قال " ذكروا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كان في آخر الزمان ، أو إذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن . وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً . والرؤيا ثلاثة : منها بشرى من الله ، ومنها تحزين من الشيطان ، ومنها ما يحدث به الرجل نفسه "