Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 30-30)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ } يقول : كذلك أرسلناك في أمة كما أرسلنا في الأمم التي قد خلت من قبل هذه الأمم . قال الحسن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنتم توافون سبعين أمة أنتم خيرها وآخرها وأكرمها على الله " قوله : { لِّتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } أي : القرآن { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ } ؛ كانوا يقولون : أما الله فنعرفه ، وأما الرحمن فلا نعرفه . قال الله : { قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى } [ الإسراء : 110 ] . وقال : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا } [ الفرقان : 60 ] . هذا في تفسير الحسن . وقال بعضهم : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم زمان الحديبية حين صالح قريشاً كتب : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله . فقال مشركو العرب : إن كنت رسول الله ثم قاتلناك لقد ظلمناك ، ولكن اكتب : هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله . فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، دعنا نقاتلهم . قال : " لا ، ولكن اكتبوا ما يريدون . إِنّي لمحمد بن عبد الله [ وإِني لرسول الله ] " فكتب الكاتب : { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } فقالت قريش : أما الرحمن فلا نعرفه . وكان أهل الجاهلية يكتبون : باسمك اللهم ؛ فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، دعنا نقاتلهم . قال : " لا ، ولكن اكتبوا كما يريدون " ، فأنزل الله { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ } . { قُلْ هُوَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيهِ مَتَابِ } . قال الحسن : يعني التوبة .