Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 42-43)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي : من قبل مشركي هذه الأمة ، فكان مكرهم في تباب ، أي : في خسار . قال الله : { فَلِلَّهِ المَكْرُ جَمِيعاً } فمَكَر بِهِم ؛ أهلكهم أحسن ما كانوا في دنياهم حالاً وأعزَّه . وقال في آية أخرى : { وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ . ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الحَسَنَة } أي : مكان الشدة الرخاء { حَتَّى عَفَوا } أي : حتى كثروا { وَّقَالُوا قَدْ مَسَّ ءَابَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ } أي : قد أتى على آبائنا مثل هذا فلم يكن شيء . قال الله : { فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً } أي : فجأة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [ الأعراف : 94 - 95 ] . قوله : { يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ } أي : ما تعمل كل نفس { وَسَيَعْلَمُ الكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ } أي : لمن الجنة . قوله : { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا } أي : يقولون لمحمد { لَسْتَ مُرْسَلاً } أي : لستَ برسول الله . { قُلْ } يا محمد { كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكِتَابِ } أي : إني مرسل . وهو كقوله : { الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ } [ سورة البقرة : 146 ] أي : يعرفون أن محمداً رسول الله ؛ بل معرفتهم لمحمد أنه رسول الله ، لِمَا جَاءتهم به أنبياؤهم وما يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإِنجيل ، أثبتُ ؛ لأن أبناءهم لا يدرون ما أحدثت نساؤهم فيهم ؛ ومحمد لا يشكّون أنه رسول الله ، بما جاءتهم به أنبياؤهم من عند الله ، وبما وجدوا في كتبهم التي أنزلها الله عليهم . ذكروا عن عبد الله بن سلام قال : فيّ نزلت هذه الآية : { وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكِتَابِ } . قال الحسن : هو الله . وقال بعضهم : علم الكتاب أي : أصل الكتاب وجِماعه . وبعضهم يقرأ هذا الحرف : { وَمِنْ عِنْدِهِ عِلْمُ الكِتَابِ } يقول : من عند الله علم الكتاب . وقال بعضهم : { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسِلاً } يعني مشركي العرب . { قُلْ } يا محمد { كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكِتَابِ } قال : قد كان من أهل الكتاب قوم يهدون بالحق ويعرفونه ؛ منهم عبد الله بن سلام ، وسلمان الفارسي ، وكعب .