Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 32-40)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَالَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا } أي : من السماء { فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } أي : ملعون { وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ } أي : إلى يوم الحساب ؛ أي : إلى يوم القيامة ، وعليك اللعنة أبداً . { قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي } أي : أخّرني { إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلُومِ } أي : إلى النفخة الأولى التي يموت بها كل حيّ . وأراد عدوّ الله أن يؤخره إلى النفخة الآخرة التي يبعث بها الخلق . ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بين النفختين أربعون ؛ الأولى يميت الله بها كل حيّ ؛ والآخرة يحيي الله بها كل ميّت " ذكر بعضهم قال : النفخة الأولى من الدنيا والثانية من الآخرة . { قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي } قال الحسن : يريد قوله في أول الكلام { فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ . قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي } أي : لعنتني { لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ } أي : يزين لهم الدنيا فيأمرهم بها ويخبرهم أنه لا بعث ولا حساب ولا جنة ولا نار ، يوسوس ذلك إليهم . قال : { وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ } أي : الذين أخلصوا القول والعمل فوفوا لله بهما . هو كقوله : { لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَليلاً } [ الإسراء : 62 ] وكقوله : { وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } [ الأعراف : 17 ] أي : مؤمنين . وكان الحسن يقرأها : { وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ } [ سبإ : 20 ] يرفع الظن وينصب إبليسَ . يقول صدق عليهم ظنه ولم يقل ذلك بعلم . وكان مجاهد يقرأها مثقلة : { وَلَقد صَدَّقَ عَلَيْهُم إِبْلِيسُ ظَنَّه فَاتَّبَعُوهُ } يرفع إبليس وينصب الظنّ .