Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 26-28)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَءَاتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ } يعني ما أمر الله به من صلة القرابة . يقال : إن كان لك مال فصله بمالك ، وإن لم يكن لك مال فامشِ إليه برجلك . قال الحسن : حقُّ الرحم ألا تحرمها ولا تهجرها . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ الرّحم معلّقة بالعرش . وليس الواصل بالمكافىء ، ولكن الذي إذا انقطعت رحمه وصلها " قوله : { وَالمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ } وهما صنفان من أهل الزكاة الواجبة . وكانت نزلت قبل أن يُسمّى أهل الزكاة . { وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً } أي : لا تنفق في غير حقّ . ذكر الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أنفقتم في سبيل الله فلكم ، وما أنفقتم على أنفسكم فلكم ، وما أنفقتم على عيالكم فلكم ، وما تركتم فللوارث " ذكروا عن علي قال : ما أنفقت على نفسك فلك ، وما أنفقت على عيالك فلك ، وما أنفقت رياء وسمعة فهو للشيطان . قوله : { إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ } يعني المشركين ينفقون في معاصي الله ، فهو للشيطان . وما أنفق المؤمن لغير الله لا يقبله الله . وإنما هو للشيطان . قال : { وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } . قوله : { وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا } أي ابتغاء الرزق { فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً } . ذكروا عن الحسن أن سائلاً قام فقال : يا رسول الله ، لقد بتنا البارحة بغير عَشاء ، وما أحسبنا الليلة نرجوه . فقال : " يرزقنا الله وإياك من فضله ، اجلس . فجلس . ثم قام آخر فقال : مثل ذلك . فردّ عليه رسول الله مثل ذلك . فأُتِي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع أواق من ذهب ، فقال : أين السائلان ؟ فقام الرجلان فأعطى كل واحد منهما أوقية ، ولم يسأله أحد ، فرجع بأوقيتين ، فجعلهما تحت فراشه . فسهر ليلته بين فراشه ومسجده ، فقالت أم المؤمنين : يا رسول الله ما أسهرك ؟ أوَجَع أم أمر نزل ؟ فقال : يا عائشة ، أُتِيت بأربع أواق فأمضيت وقيتين وبقيت وقيتان ، فخشيت أن يحدث بي حدث ولم أوجّههما " . قال بعضهم : بلغنا أن قوله : { فَقُلْ لَّهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً } أن يقول لهم : يرزقنا الله وإياك . ذكر عن عائشة أنها قالت : لا تقولوا للسائل : بارك الله فيك ، فإنه قد يسأل البَرُّ والفاجرُ ، ولكن قولوا : يرزقنا الله وإياك . قوله : { ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا } يعني انتظار رزق من ربك . ذكر الحسن قال : كان السائل يسأل فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والله ما أصبح في بيوت آل محمد صاع من طعام ، وهي يومئذ تسعة أبيات . ولم يكن به شكوى ، ولكن والله اعتذار منه عليه السلام " .