Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 34-38)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } والتي هي أحسن أن يوفر عليه ماله { حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } أي : حتى إذا بلغ أشده دفع إليه ماله إِنْ أُونس منه رشد . قال بعضهم : لما نزلت هذه الآية اشتدّت عليهم فكانوا لا يخالطونهم في المال ولا في المأكل فجهدهم ذلك فنسختها هذه الآية { وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ } [ البقرة : 220 ] . قوله : { وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ } يعني ما عاهدتم عليه فيما وافق الحق . { إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُواً } أي : مطلوباً ، يُسأل عنه أهله الذين أعطوه . قوله : { وَأَوْفُوا الكَيْلَ إذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالقِسْطَاسِ المُسْتَقِيمِ } والقسطاطس العدل بالرومية { ذَلِكَ خَيْرٌ } أي : إذا وفيتم الكيل وأقمتم الوزن . { وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } أي : خير ثواباً وخير عاقبة . قوله : { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً } أي : لا تقل رأيت ولم ترَ ، أو سمعت ولم تسمع فإن الله سائلك عن ذلك كله . قال الحسن : لا تقف أخاك المسلم من بعده إذا مرّ بك فتقول : إني رأيت هذا فعل كذا وكذا ، ورأيت هذا يفعل كذا وكذا ، وسمعته يقول كذا وكذا لما لم ترَ ولم تسمع . { كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً } . أي : لا تقل رأيت وسمعت فإن الله سائلك عن ذلك كله . أي : يسأل السمع على حِدَة عما سمع ، ويسأل البصر على حِدة عما رأى ، ويسأل القلب عما عزم عليه . قوله : { وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً } أي : على الأرض . و { في } في هذا الموضع بمعنى على . { مَرَحاً } أي : كما يمشي المشركون ، فتمرح في الأرض ، وهي مثل قوله : { ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ } [ غافر : 75 ] وكقوله : { وَفَرِحُواْ بالْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [ الرعد : 26 ] يعني المشركين الذين لا يقرون بالآخرة . قال : { إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ } أي : بقدميك إذا مشيت . { وَلَن تَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاً كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً } في قراءة من قرأها بالرفع ، يقول : سيء ذلك الفعل ، ومن قرأها بالنصب يقول كل ذلك كان سيئةً توجب عند ربك مكروهاً .