Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 46-47)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ } أي : لئلا يفقهوه { وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْراً } وهو مثل قوله : { وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً } [ الجاثية : 23 ] . وكل هذا إنما فعله الله بهم لفعلهم الكفر الذي كان منهم . قال بعضهم : { حِجَاباً مَّسْتُوراً } وهو أكنة على قلوبهم بأن لا يفقهوه . أي : إنما جعل الله الكفر حِجَاباً على أهله لا يفقهون معه الحق ولا يقبلونه لتديّنهم بالكفر وتعلّقهم به . قوله : { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي القُرْءَانِ وَحْدَهُ } أي : إذا قلت لا إله إلا الله { وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً } أي : أعرضوا . وقال بعضهم : إن المسلمين لما قالوا لا إله إلا الله أنكر ذلك المشركون وكبرت عليهم وضاق بها إبليس وجنوده . وهو كقوله : { أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } [ سورة ص : 5 ] . قوله : { وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً } أي : أعرضوا عنه ونفرت منه قلوبهم ، وما برحت أبدانهم من أماكنها ، وإنما نفروا بقلوبهم بالإِعراض والتكذيب . قوله : { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى } أي : يتناجون في أمر النبي عليه السلام . { إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ } أي : المشركون { إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً } . قال بعضهم : بلغنا أن أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة في رهط من قريش قاموا من المسجد إلى دار أهل الصفا فيها نبي الله يصلي ، فاستمعوا . فلما فرغ نبي الله من صلاته قال أبو سفيان لعتبة : يا أبا الوليد ، أناشدك الله هل تعرف شيئاً مما يقول ؟ فقال عتبة : اللهم أعرف بضعاً وأنكر بعضاً . فقال أبو جهل : وأنت يا أبا سفيان ؟ قال أبو سفيان : اللهم نعم . فقال أبو سفيان لأبي جهل : يا أبا الحكم هل تعرف شيئاً مما يقول ؟ قال أبو جهل : لا والذي جعلها بَنِيّة ، يعني الكعبة ، ما أعرف مما يقول قليلاً ولا كثيراً وإن يتبعون إلا رجلاً مسحوراً ، يعني المؤمنين اتبعوا رجلاً مسحوراً . وقال بعضهم : [ نجواهم أن زعموا أنه ] مجنون وأنه ساحر ، وقالوا أساطير الأولين .