Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 101-109)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي } أي : كانت على أعينهم غشاوة الكفر . كقوله : { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ } أي : غطاء الكفر { فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَدِيدٌ } [ سورة ق : 22 ] أي : أبصر حين لا ينفعه البصر . { وَكَانُوا لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً } أي : لا يسمعون الهدى بقلوبهم . وقال مجاهد : لا يعقلون . قوله : { أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِيَ مِن دُونِي أوْلِيَاءَ } يعني من عبد الملائكة ؛ أي أفحسبوا أن تتولاهم الملائكة على ذلك ، أي : لا يتولونهم . وليس بهذا أمرتهم ؛ إنما أمرتهم أن يعبدوني ولا يشركوا بي شيئاً . { إِنَّا أَعْتَدْنَا } أي : أعددنا { جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً } . قوله : { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } وهم أهل الكتاب ، ضَلَّ أوائلهم فاتَّبعهم أواخرهم على ضلالتهم ، { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } . قوله : { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَزْناً } . وهي مثل قوله : { وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ } [ المؤمنون : 103 ] قال : { ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا ءَايَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً } . قوله : { إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الفِرْدَوْسِ نُزُلاً } ذكروا عن أبي هريرة قال : الفردوس جبل في الجنة تتفجر منه أنهار الجنة . { خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً } أي : مُتَحَوِّلاً في تفسير مجاهد . قوله : { قُل لَّوْ كَانَ البَحْرُ مِدَاداً } أي : مداداً للقلم يستمد منه للكتاب { لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً } أي : آخر مثله من باب المدد . وهي تقرأ على وجه آخر : { وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً } يُسْتَمَدُّ مِنْهُ لِلْقَلَمِ ، لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ، أي : علمه الذي خلق الأشياء كلها .