Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 39-44)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَولاَ } أي : فهلا { إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ } ثم قال : { إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً فَعَسَى رَبِّيَ أَن يُؤْتِيَنِ } في الآخرة { خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ } أي : ناراً من السماء ، يقول : عذاباً من السماء ، وهي النار { فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً } أي : لا نبات فيها . والصعيد الزلق التراب اليابس الذي لا نبات فيه . وقال بعضهم : قد حصد ما فيها فلم يترك فيها شيء . { أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً } أي : ذاهباً قد غار في الأرض { فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً } . وقال الكلبي : الغور : الذي لا تناله الدلاء . قال الله : { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ } أي : من الليل { فَأَصْبَحَ } من الغد قائماً عليها { يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ } أي : يصفق كفيه . قال الحسن : يضرب إحداهما على الأخرى ندامة . { عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا } وقال بعضهم : تلهفاً على ما فاته منها . { وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا } قال الحسن : عروشها : التراب ، قد ذهب ما فيها من النبات . [ وبعضهم يقول : مقلولة على رؤوسها ] . { وَيَقُولُ } أي : في الآخرة { يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي } أي : في الدنيا { أَحَدَاً } . قال الله : { وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ } أي : عشيرة { يَنْصُرُونَهُ مِن دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً } أي : ممتنعاً في تفسير بعضهم . قوله : { هُنَالِكَ الوَلاَيَةُ لِلَّهِ الحَقِّ } أي : في الآخرة . هنالك يتولَّى الله كلُّ عبد . أي : لا يبقى أحد يومئذٍ إلا تولى الله . ولا يقبل ذلك من المشرك . وهي تقرأ على وجهين : أحدهما برفع الحق والآخر بجرّه . فمن قرأها بالرفع يقول : هنالك الولاية الحقُّ ، فيها تقديم ؛ أي : هنالك الولاية الحقُّ لله . ومن قرأها بالجر فهو يقول : هنالك الولاية لله الحقِّ ، والحق اسم من أسماء الله . { هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً } أي : خير من أثاب ، وهو خير ثواباً للمؤمنين من الأوثان لمن عبدها . { وَخَيْرٌ عُقْباً } أي : خير عاقبة .