Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 79-82)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي البَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا } قال مجاهد : أن أخرقها . { وَكَانَ وَرَاءَهُم } يقول : بين أيديهم { مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً } وفي بعض القراءة : { وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْباً } . قال بعضهم : ولعمري لو عمّ السفن ما انفلتت ، ولكن كان يأخذ خيار السفن . { وَأَمَّا الغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنَ } قال بعضهم : في بعض القراءة : كان أبواه مؤمنين وكان كافراً . قوله : { فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً } . ذكر بعضهم قال : في مصحف عبدالله بن مسعود : فخاف بك أن يرهقهما طغياناً وكفراُ . وتأويل فخاف ربك : أي : فكره ربّك ؛ وهو مثل قوله تعالى : { وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْ } [ التوبة : 46 ] وتفسير كره : لم يُرد . { فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً } أي : في التقوى { وَأَقْرَبَ رُحْماً } أي : بِرّاً . وقال الحسن : { وَأَقْرَبَ رُحْماً } أي : أقرب خيراً . { وَأَمَّا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي المَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا } قال الحسن : مال ، وقال مجاهد : صحف علم . وقال الكلبي : بلغنا أنه كان لوحاً من ذهب فيه حكمه : ثلاث كلمات فقط : عجباً لمن أيقن بالموت كيف يضحك ، وعجباً لمن أيقن بالرزق كيف يتعب ، وعجباً لمن أيقن بالدنيا وتقلّبها كيف يطمئن إليها . { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً } . { فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } لهما { وَمَا فَعَلْتُهُ } أي : وما فعلت ما فعلت { عَنْ أَمْرِي } أي : إنما فعلته عن أمر الله . { ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً } قال الكلبي : بلغنا أنهم لم يفترقوا حتى بعث الله طائراً ، فطار إلى المشرق ، ثم طار إلى المغرب ، ثم طار نحو السماء ، ثم هبط إلى البحر ، فتناول من ماء البحر بمنقاره ، وهما ينظران ، فقال الخضر لموسى : أتعلم ما يقول هذا الطير ؟ قال موسى : وما يقول ؟ قال : يقول : ورب المشرق ، ورب المغرب ، ورب السماء السابعة ، ورب الأرض السابعة ، ما علمك يا خضر وعلم موسى في علم الله إلا قدر هذا الماء الذي تناولته من البحر في البحر .