Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 27-33)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَامَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً } أي أتيت شيئاً عظيماً . { يَآأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ } أي : رجل سوء ، يعني ما كان أبوك زانياً . { وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً } أي : ما كانت أمك زانية . قال بعضهم : ليس بهارون أخي موسى ، ولكنه هارون آخر كان يسمى هارون الصالح المحبّب في عشيرته . ذكر لنا أنه اتبع جنازته يوم مات أربعون ألفاً كلهم يسمى هارون من بني إسرائيل . أي : فقالوا لها : يا شبيهة هارون في عبادته وفضله ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغياً . قوله : { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ } أي : بيدها . قال بعضهم : أي أمرتهم بكلامه . { قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ } أي من هو { فِي المَهْدِ صَبِيّاً } . قال بعضهم : المهد هو الحجر . { قَالَ } عيسى { إنِّي عَبْدُ اللهَ ءَاتَانِيَ الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ } . قال بعضهم : جعلني معلماً ومؤدباً . ولا أحد أيمن ولا أعظم بركة من المعلم المؤدب ، الفقيه العالم ؛ يعلّم الناس الحكمة ويؤدّبهم عليها ، ويفقههم فيها . فمقامه مقام الأنبياء ، وحقّه حق الأصفياء ، وما يفضلهم الأنبياء إلا بالرسالة . { وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً وَبَرَّاً بِوَالِدَتِي } أي : وجعلني بَراً بوالدتي . { وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً } أي : مستكبراً عن عبادة الله ، ولم يجعلني { شَقِيّاً وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } . ولم يتكلم بعد ذلك بشيء حتى بلغ مبلغ الرجال .