Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 92-98)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال عز وجل : { وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً إِنْ كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلآ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً } . ثم قال عز وجل : { لَّقَد أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَرْداً } ، كقوله : { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } [ الأنعام : 94 ] . قوله عز وجل : { إِنَّ الّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدّاً } أي : في قلوب المؤمنين . ذكروا أن كعباً كان يقول : إنما تأتي المحبة من السماء . إن الله إذا أحب عبداً قذف حبّه في قلوب الملائكة ، وقذفته الملائكة في قلوب الناس . وإذا أبغض عبداً فمثل ذلك ، لا يملكه بعضهم لبعض . ذكروا عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليلتمس مرضاة الله فلا يزال كذلك ، فيقول الله لجبريل : إن عبدي فلاناً يلتمس أن يرضيني ، وإن رحمتي عليه . قال : فيقول جبريل : رحمة الله على فلان ، وتقوله حملة العرش ، ويقوله الذين حولهم ، حتى يقوله أهل السماوات السبع ، ثم يهبط به إلى الأرض " . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : " وهي الآية التي أنزل الله عليكم : { إِنَّ الَّذِينَ ْءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدّاً } . وإن العبد ليلتمس سخط الله ، فلا يزال كذلك فيقول الله عز وجل : إن عبدي فلاناً يلتمس أن يسخطني ، وإن غضبي عليه ، فيقول جبريل : غضب الله على فلان ، وتقوله حملة العرش ، ويقوله الذين حولهم ، ويقوله أهل السماوات السبع حتى يهبط به إلى الأرض " . ذكر بعضهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فيقول : إني أحب فلاناً فأحبه . قال : فينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحِبُّوه . قال : ثم يوضع له القبول في الأرض " يقول : المودة . قوله عز وجل : { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ } أي : بلسان محمد عليه السلام . قال الحسن : لولا أن الله يسّره بلسان محمد عليه السلام ما كانوا ليعرفوه ولا ليفقهوه . قوله عز وجل : { لِتُبَشِّرَ بِهِ } أي بالقرآن { المُتَّقِينَ } أي يبشرهم بالجنة { وَتُنْذِرَ بِهِ } أي بالقرآن النار { قَوْماً لُّدّاً } أي جُدُلاً بالباطل وذوي لَدَد وخصومة . وقال مجاهد : ( قَوْماً لُّدّاً ) أي : لا يستقيمون . قوله عز وجل : { وَكَمْ أهْلَكْنَا قَبْلَهُم } أي : قبل قومك يا محمد { مِّنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً } . أي : صوتاً . وهو على الاستفهام . أي : إنك لا ترى منهم أحداً ولا تسمع منهم صوتاً .