Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 13-15)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَآ ءَامَنَ النَّاسُ } يعني : وإذا قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون آمنوا كما آمن الناس أي : أكملوا إيمانكم بالفعل الذي ضيعتموه . كما آمن الناس أي : كما آمن المؤمنون المستكملون القول والعمل { قَالُوا } يقول بعضهم لبعض : { أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ } أنؤمن كما آمن سفيه بني فلان وسفيه بني فلان ممن آمن ووفّى ، يعيبونهم بالوفاء والكمال ، ولم يعلنوا ذلك للنبي عليه السلام . قال الله : { أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ } أنهم سفهاء في تفسير الحسن . وفي تفسير السّدّي : ولا يعلمون أن الله يخبر نبيّه بقولهم . قال تعالى : { وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ } يعني الكفار في تفسير الحسن . وفي تفسير غيره من أصحابنا : إلى كبرائهم وقادتهم في الشر { قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ } بمحمد وأصحابه . وتفسير الاستهزاء في هذا الموضع : إنما نحن مخادعون محمداً وأصحابه . يقول الله : { اللهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ } أي الله يخدعهم بمخادعتهم رسولَه . وقال في سورة النساء : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } [ النساء : 142 ] . ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يُجاء بالمستهزئين يوم القيامة فيُفتح لهم باب من الجنة ، فيُدعون ليدخلوها ، فيجيئون ليدخلوها ، فإذا بلغوا الباب أُغلِق دونهم فيرجعون . ثم يُدعون ليدخلوها ، فإذا بلغوا الباب أُغلِق دونهم فيرجعون . ثم يدعون ، حتى أنهم ليُدعَوْن فما يجيئون من الإِياس " . وهذه الرواية عن الحسن تحقِّق ما تأوَّلنا عليه هذه الآية أن الاستهزاء في هذا الموضع هو الخداع ؛ يخدعهم الله في الآخرة كما خدعوا النبي عليه السلام والمؤمنين في الدنيا ؛ وهو قوله : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } .