Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 211-212)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ ءَاتَيْنَاهُم مِّنْ ءَايَةٍ بَيِّنَةٍ } قال الحسن يعني ما نجاهم الله من آل فرعون ، وفلق لهم البحر ، وظلل عليهم الغمام وآتاهم بيّنات من الهدى ، أي : بيّن لهم الهدى من الكفر . وقال بعضهم : أراهم الله عصا موسى ويده ، وأقطعهم البحر ، وأغرق عدوّهم وظلّل عليهم الغمام ، وأنزل عليهم المنّ والسلوى . قال : { وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ } أي يكفرها ، يقول : بدّلوا ذلك واتخذوا اليهودية والنصرانية . { فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ } يخبر الله أنه ستشتد نقمته على اليهود والنصارى الذين بدَّلوا دين الله ، وكل من يفعل ذلك . قوله : { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا } في طلبهم الآخرة ؛ يقول بعضهم لبعض : انظروا إلى هؤلاء الذين تركوا الشهوات يطلبون بذلك ، زعموا ، نعيماً في الآخرة . قال الله : { وَالَّذِينَ اتَّقَوْا } وهم المؤمنون { فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } أي : خير منهم يوم القيامة . وقال الحسن : أعطاهم الله الدولة عليهم فيسخرون منهم ويضحكون كما كان الكفار يضحكون منهم في الدنيا . وهو قوله : { إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا يَضْحَكُونَ } … إلى آخر الآية . قال : { فَالْيَوْمَ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنَ الكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } [ المطففين : 29 - 34 ] . بلغنا أن هذا في أصحاب الأنبياء . وبعضهم يقول : أصحاب النبي . ذكر بعضهم أن كعباً قال : إِن بين الجنة وبين النار كوى ؛ فإذا أراد الرجل من أهل الجنة أن ينظر إلى عدو له كان في الدنيا من أهل النار اطلع فرآه ، وهو قوله : { إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا } أي أشركوا { كَانُوا مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا يَضْحَكُونَ } … إلى آخر الآيات . قال بعض المفسّرين : هي مثل قوله في الصّافّات : { قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ } أي صاحب { يَقُولُ } لصاحبه المؤمن في الدنيا : { إِنَّكَ لَمِنَ المُصَدِّقِينَ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ } [ الصافات : 51 - 55 ] . قال بعضهم : كان شريكه ، وقال بعضهم : كان أخاه ، ورثا مالاً . وتفسير أمرهما في سورة الكهف . قوله : { وَاللهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } أي لا ينقص ما عند الله كما ينقص ما في أيدي العباد .