Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 254-255)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ } أي ولا صداقة إلا للمتقين . وهو مثل قوله : { الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ } [ الزخرف : 67 ] والأخلاء من باب الخليل . قوله : { وَلاَ شَفَاعَةٌ } أي للكافرين { وَالكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } أي لأنفسهم ، وهو كفر دون كفر وكفر فوق كفر . قوله : { اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ القَيُّومُ } قال الحسن : الله والرحمن اسمان ممنوعان لم يستطع أحد من الخلق أن ينتحلهما . قوله : الحيّ القيّوم ، أي القائم على كل نفس . قال الحسن : القائم على كل نفس بكسبها ، يحفظ عليها عملها حتى يجازيها به . ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقرأ هذا الحرف : الحيُّ القَيَّامُ ، وهو من باب الفيعال ، والقيّوم الفيعول . قوله : { لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ } . قال بعضهم : كسل ، وقال بعضهم : فترة . { وَلاَ نَوْمٌ } . قال الحسن : السِّنَة النعاس ، والنوم النوم الغالب . { لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } أي : لا أحد . وهو مثل قوله : { وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى } [ الأنبياء : 28 ] . وكقوله : { مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ } [ يونس : 3 ] . قوله : { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } . قال الحسن : أول أعمالهم وآخرها . وقال بعضهم : ما بين أيديهم من أمر الآخرة ، وما خلفهم من أمر الدنيا ، أي : إذا صاروا في الآخرة . قوله : { وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ } أي ما أعلم الأنبياءَ من الوحي . { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ } . ذكر بعضهم أن الكرسي عماد الشيء وقوامه ، ولا يعلم قدر العرش إلا الذي خلقه . وقال بعضهم : وسع كرسيّه السموات والأرض أي : ملأ كرسيّه السماوات والأرض . قوله : { وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا } . قال مجاهد : أي لا يثقل عليه حفظهما { وَهُوَ العَلِيُّ } قال الحسن : لا شيء أعلى منه . { العَظِيمُ } الذي لا منتهى له ولا قدر ولا حدّ . ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تتفكروا في الله وتفكروا فيما خلق " . ذكروا عن الحسن أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوماً : " أي القرآن أعظم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : سورة البقرة . قال : أتدرون أيها أعظم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ الْقَيُّومُ … إلى آخر الآية " . ذكروا عن ابن عباس أنه قال : أشرف سورة في القرآن سورة البقرة قيل له : أيها أعظم ؟ قال : آية الكرسي .