Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 75-77)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ } يقول للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين أفتطمعون أن يصدقوكم ، يعني به جماعة اليهود ، وقد قال : { وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ ءَايَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ } [ البقرة : 145 ] ، يعنى به جماعتهم ، لأن الخاصة قد تتبع قبلته . { وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } . قال الحسن : التوراة ، حرّفوا كلام الله في محمد والإِسلام ، يجعلونها قراطيس يبدونها ويخفون كثيراً . وقد فسّرنا قول الكلبي فيها قبل هذا الموضع . وقول الحسن أحبّ إلي ، والله أعلم . قوله : { وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَالُوا ءَامَنَّا } وهم اليهود { وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ } أي بما بيّن الله لكم في كتابكم من بعث محمد عليه السلام . { لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } . { أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } . فما يسرون : مما قال اليهود بعضهم لبعض ، وما يعلنون : إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا . وقال بعضهم : ما يسرّون كفرهم بمحمد وهم يجدونه مكتوباً عندهم . وقال مجاهد : هذا حين شَتَمهم النبيُّ وقال : يا إخوة القردة والخنازير قالوا : من حدّثه بهذا ؟ . قال الكلبي : قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم في كتابكم من أمر نبيهم ثم لا تتبعونهم ولا تدخلون في دينهم ؟ فهذه حجة لهم عليكم ليحاجوكم بها عند ربكم . قالوا وهم يتلاومون : أفلا تعقلون . يقول الله لنبيه : أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون . وهذا قول علمائهم ، وهم الذين كتموا وكذبوا فاتَّبَعتهم السوقة .