Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 84-86)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ } [ أي لا يخرج بعضكم بعضاً ] { ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ } [ أن هذا حق ] { ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاَءِ } [ قيل أراد يا هؤلاء ] { تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم } [ أي تعاونون عليهم ] { بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } [ يعني الظلم ] { وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ } . قال الحسن : فنكثوا فجعل يقتل بعضهم بعضاً ويخرج بعضهم بعضاً من ديارهم يظاهرون عليهم بالإِثم والعدوان ، وإن أسِر من أصحابهم أحد فادوهم . وكان ذلك الفداء مفروضاً عليهم ، فاختلفت أحكامهم ، فقال الله : { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ } أي الفداء { وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ } أي القتل والإِخراج من الدور . قوله : { فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا } قال الكلبي : الخزي النفي والقتل . فقتلت قريظة ونفيت النضير ، أخزاهم الله بما صنعوا . وقال الحسن : الخزي الجزية . قال الله : { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } يعنيهم . وهي تقرأ على ثلاثة أوجه : بالتاء جميعاً : تُرَدُّون وتعملون ، والوجه الآخر بالياء ؛ يقول للنبي : يُرَدُّونَ ويَعْمَلُونَ . والوجه الثالث يقوله لهم : فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌّ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ جَميعاً . قوله : { أُوْلَئِكَ الَّذينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ } قال بعضهم : استحبّوا الحياة الدنيا على الآخرة ؛ استحبوا قليل الدنيا ، لأن ما فيها ذاهب ، على كثير الآخرة الباقي . قال الحسن : اختاروا الحياة الدنيا على الآخرة . قال : { فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } أي ليس لهم ناصر ينصرهم من عذاب الله .