Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 35-36)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { الذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } أي : خافت قلوبهم { وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَآ أَصَابَهُمْ وَالمُقِيمِي الصَّلاَةِ } أي : المفروضة ، وهي الصلوات الخمس يحافظون على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها . { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } أي : الزكاة المفروضة . قوله : { وَالبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّنْ شَعَآئِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ } أي : أجر في نحرها والصدقة منها ، تتقربون إلى الله . قوله : { فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَآفَّ } ذكروا عن الحسن قال : مخلصين لله ؛ فهي على هذا المقرإ [ غير ] مثقلة على هذا التفسير . وكان مقرأ الحسن - فيما ذكروا عنه - : صوافِيَ ، أي : صافية لله تعالى . ذكروا عن مجاهد قال : ( صَوَآفَّ ) : معلقة قياماً . ذكروا عن ابن عمر أنه كان ينحرها وهي قائمة ، تصف بين أيديها بالقيود ؛ ويتلو هذه الآية : { فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَآفَّ } . وهي على هذا التفسير [ غير ] مخففة : صوافّ ، أي : مصفوفة بالحبال ، معقولة يدها اليمنى ، وهي قائمة على ثلاث ، كذلك ينحرها من نحرها في دار المنحر بمنى . وهي قراءة ابن مسعود : ( صوافن ) . يعني مثل قوله تعالى : { الصَّافِنَاتُ الجِيَادُ } [ سورة ص : 31 ] ؛ يعني الفرس إذا صفن ، أي : رفع إحدى رجليه فقام على طرف الحافر . ذكروا عن عمرو بن دينار قال : رأيت عبد الله بن الزبير على برذون له أشعر أوجرها الحربة وهي قائمة . قال : ورأيت ابن عمر ينحر البدن وهي باركة ، ورجل يعينه . ذكروا عن عائشة بنت سعد [ بن مالك ] أن أباها كان ينحرها وهي باركة . ذكروا عن جابر بن عبد الله " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحر من بدنه بيده ثلاثاً وستين ، ثم أعطى علياً الحربة فنحر ما بقي " . ذكروا عن ابن عمر أنه كان إذا أراد أن ينحرها استقبل بها القبلة ونزع عنها جلالها لكي لا تخضب بالدم ، وكان يحب أن يلي نحرها بنفسه . قوله : { فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا } أي : إذا نحرت فسقطت جنوبها على الأرض من قيام أو بروك . ذكروا عن القاسم بن محمد أنه كان إذا أراد أن ينحرها يصف بين أيديها وهي قائمة ، ويمسك رجل بخطامها ورجل بذنبها ، ثم يطعنها بالحربة ، ثم يجبذانها حتى يصرعاها ، وكان يكره أن تعرقب . قوله : { فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا القَانِعَ وَالمُعْتَرَّ } . قال بعضهم : القانع : القاعد في بيته لا يسأل الناس ، والمعتر الذي يتعرض لك يسألك ؛ ولكل عليك حق . وقال مجاهد : القانع : السائل الذي يقنع بما أعطى ، والمعتر : القاعد في بيته لم يشعر بما اعتراه . وقد فسّرنا إطعامهم في الآية الأولى . قوله : { كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي : لكي تشكروا .