Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 4-5)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ } تولى إبليس أي : اتبعه { فَأنَّهُ يُضِلُّهُ } تفسير الكلبي : الله يضله . { وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ } والسعير اسم من أسماء جهنم . قوله : { يَآأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنتُم فِي رَيْبٍ } أي : في شكّ { مِّنَ البَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّنْ تُرَابٍ } وهذا خلق آدم { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } أي : نسل آدم { ثُمَّ مِن عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ } يعني ( بغير مُخَلَّقَةٍ ) السقط . وقال مجاهد : هما السقط جميعاً ؛ مخلَّق وغير مخلّق . ( وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ ) إلى التّمام . ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه نطفة أربعين يوماً ، ثم يكون علقة أربعين يوماً ، ثم يكون مضغة أربعين يوماً ، ثم يؤمر المَلَك ، أو قال : يأتي الملك ، فيؤمر أن يكتب أربعاً : رزقه وعمله وأثره ، وشقياً أو سعيداً " . ذكروا عن أبي ذرّ أن المني إذا مكث في الرحم أربعين ليلة أتاه ملك النفوس فعرج به إلى الربّ تبارك وتعالى في راحته ، فيقول : يا ربّ ، عبدك ، أذكر أم أنثى ، فيقضي الله فيه ما هو قاض ، أشقي أم سعيد ، فيكتب ما هو لاق بين عينيه ، ثم قرأ أبو ذر من فاتحة سورة التغابن خمس آيات . قوله : { لِنُبَيِّنَ لَكُمْ } أي : بدو خلقكم { وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ } أي : أرحام النساء { مَا نَشَآءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمّىً } أي : الوقت الذي يولد فيه . { ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ } يعني الاحتلام { وَمِنْكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ } يعني الهرم . وفيها إضمار ، أي : يُتَوفّى من قبل أن يردّ غلى أرذل العمر ، ومنكم من يرد إلى أرذل العمر { لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً } أي : يصير بمنزلة الصبي الذي لا يعقل . قوله : { وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً } أي : غبراء متهشمة ميتة يابسة . { فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا المَآءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } وفيها تقديم ، أي : ربت بالنبات وانتفخت ، واهتزت بالنبات إذا أنبتت . قال : { وَأَنبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } أي : حسن . وكل ما ينبت في الأرض فالواحد منه زوج . وحسن ذلك النبات أنها تنبت ألواناً من صفرة وحمرة وخضرة وغير ذلك من الألوان .