Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 78-78)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ } وهو مثل قوله : { اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } [ آل عمران : 102 ] . وهما منسوختان ؛ نسختهما الآية التي في التغابن : { فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [ التغابن : 16 ] . قوله : { هُوَ اجْتَبَاكُمْ } أي : هو اصطفاكم . ويقال : هو اختاركم لدينه ، وهو واحد . قوله : { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } أي : من ضيق . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " خير دينكم أيسره " . وقال [ قتادة ] : إن كتاب الله قد جاءكم بذلك ورب الكعبة : { يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ } [ البقرة : 185 ] . ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ما اجتمع أمران في الإِسلام إلا كان أحبُّهما إلى الله أيسرَهما . " ذكروا عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت : " ما عرض لرسول الله أمران إلا أخذ بأيسرهما ما لم يكن إثماً ، وكان أبعد الناس من المآثم " . قوله : { مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ } أي : الله هو سمّاكم المسلمين { مِن قَبْلُ } أي : من قبل هذا القرآن ، أي : في الكتب الأولى وفي الذكر . { وَفِي هَذَا } القرآن . قوله : { لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ } أي : بأنه قد بلّغ { وَتَكُونُوا شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ } أي : على الأمم بأن الرسل قد بلغت قومها . ذكروا أن كعباً قال : إن الله أعطى هذه الأمة ثلاثاً لم يعطهن قبلهم إلا نبياً مرسلاً ؛ كان يبعث النبي فيقول : أنت شاهدي على أمتك ، وإن الله جعلكم شهداء على الناس . ويبعث النبي فيقول : ادعني أستجب لك . وقال : { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [ غافر : 60 ] . ويبعث النبي فيقول : ليس عليك في الدين من حرج ، وقال الله : { مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } . قوله : { فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ } إنهما فريضتان واجبتان ؛ أما الصلاة فالصلوات الخمس يقيمونها على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها . وأما الزكاة فقد فسّرناها في أحاديث الزكاة على ما سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها . قوله : { وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ } أي : بدين الله ، فهو اعتصامكم بالله في قول الحسن . وقال الكلبي : بتوحيد الله وبفرائضه ، وهو واحد . قوله : { هُوَ مَوْلاَكُمْ } أي : وليّكم { فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } وعدهم النصر على أعدائهم من المشركين .