Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 12-14)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِّنْ طِينٍ } والسلالة النطفة تسلّ من الرجل ، وكان بدء ذلك من طين . خلق الله آدم من طين ، ثم جعل نسله بعد من ماء مهين ، أي : ماء ضعيف ، يعني النطفة . قوله : { ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } أي : في الرحم . قوله : { ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً } [ يكون في بطن أمه نطفة أربعين ليلة ، ثم يكون علقة أربعين ليلة ، ثم يكون مضغة أربعين ليلة ] . قال : { فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَاماً } وبعضهم يقرأها { عَظْماً } يعني جماعة العظام . { فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْماً } وبعضهم يقرأها : { فَكَسَوْنَا العَظْمَ لَحْماً } . وهي مثل الأولى . قال : { ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ } قال بعضهم : أنشأ عليه الشعَر . وقال الحسن : الروح . وقال بعضهم : ذكراً أو أنثى . وقال الكلبي : الروح ، وهو في بطن أمه . قال : { فَتَبَارَكَ اللهُ } . هو من باب البركة كقوله : { فَتَعَالَى اللهُ } [ الأعراف : 190 ] { أَحْسَنُ الخَالِقِينَ } ، أي : أن العباد قد يعملون ما يشبهون بخلق الله ، ولا يستطيعون أن ينفخوا فيه الروح . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله : من أظلم ممن يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذباباً أو ذرة أو بعوضة " . ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله " . ذكروا أن عمر بن الخطاب قال : وافقني ربي ، أو وافقت ربي في أربع : قلت : يا رسول الله ، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلًّى ، فأنزل الله : { وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً } [ البقرة : 125 ] . ولما نزلت هذه الآية : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ } قلت : تبارك الله أحسن الخالقين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لقد ختمها الله بما قلت . " [ وقلت : يا رسول الله ، لو حجبت نساءك ، فإنه يدخل عليهن الصالح وغيره ، فأنزل الله آية الحجاب . وكان بين نبي الله وبين نسائه شيء ، فقلت لتنتهن أو ليبدلنَّه الله أزواجاً خيراً منكن ، فأنزل الله : { عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنْكُنَّ } [ التحريم : 5 ] .