Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 63-63)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لاَّ تَجْعَلُوا دُعَآءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً } أي : لا تقولوا : يا محمد ، ولكن قولوا : يا رسول الله ، ويا نبي الله ، في لين وتواضع وتودّد . أمرهم الله أن يعظّموا الرسول ، ويعظّموا حرمته ولا يستخفوا بحقه ، وأمرهم أن يجيبوه لما دعاهم إليه من الجهاد والدين . قوله : { قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً } أي : فراراً من الجهاد في سبيل الله ، يعني المنافقين ، يلوذ بعضهم ببعض استتاراً من النبي عليه السلام حتى يذهبوا . قال : { فَلْيَحْذَرِ الذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ } أي : عن أمر الله ، يعني المنافقين { أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ } أي : بلية { أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي : وجيع . أي : أن يستخرج الله ما في قلوبهم من النفاق حتى يظهروه ويتباينوا به ، فيصيبهم بذلك العذاب الأليم ، أي : القتل . هو كقوله : { لَئِن لَّمْ يَنْتَهِ المُنَافِقُونَ وَالذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ والمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ } وكل هؤلاء منافقون ، لئن لم ينتهوا ويكفوا عن إظهار نفاقهم وإرجافهم { لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ } يا محمد { ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ } أي : في المدينة { إِلاَّ قَلِيلاً } [ الأحزاب : 60 ] ثم قال : { مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً } [ الأحزاب : 61 ] قال : { سُنَّةَ اللهِ فِي الذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ } [ الأحزاب : 62 ] أي : من قبلك يا محمد من الأنبياء ، يقول : هكذا كانت سنة الله في منافقي أمتك : القتل إن لم ينتهوا ويكفوا ؛ فانتهوا وكفّوا ، فكفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتالهم .