Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 5-13)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَا يَأتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ } أي : كلما نزل من القرآن شيء جحدوا به . قال : { فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأتِيهِمُ } أي : في الآخرة { أَنْبَآءُ } أي : أخبار { مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } أي : في الدنيا . وهو عذاب النار ، أي : فسيأتيهم تحقيق ذلك الخبر بدخولهم النار . قوله : { أَوَلَمْ يَرَوا إِلَى الأَرْضِ كَم أَنبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } أي : من كل صنف حسن . وكل ما ينبت في الأرض فالواحد منه زوج . وهذا على الاستفهام . أي : قد رأوا كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم ، أي : مما رأوا . قال : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً } لمعرفة بأن الذي أنبت هذه الأزواج قادر على أن يحيي الموتى . قال : { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } يعني من مضى من الأمم . قوله : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُو العَزِيزُ الرَّحِيمِ } أي : العزيز في نقمته ، الرحيم بخلقه ، فأما المؤمن فيتم عليه الرحمة في الآخرة ، وأما الكافر فهو ما أعطاه في الدنيا ، فليس له إلا رحمة الدنيا ، وهي زائلة عنه ، وليس له في الآخرة نصيب . قوله : { وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائتِ القَوْمَ الظَّالِمِينَ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلاَ يَتَّقُونَ } أي : فليتّقوا الله . { قَالَ } موسى : { رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُّكَذِّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِي } فلا ينشرح ، أي : فلا يتّسع لتبليغ الرسالة { وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي } أي : للعقدة التي كانت في لسانه . { فَأَرْسِل إِلَى هَارُونَ } كقوله : { رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّن أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } [ طه : 25 - 32 ] ففعل الله ذلك به ، وأشركه معه في الرسالة . وهي تقرأ على وجهين : { وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي } بالرفع ، ووجه آخر بالنصب : { وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنْطَلِقَ لِسَانِي } أي : إني أخاف أن يكذّبون وأخاف أن يضيقَ صدري ولا ينطلقَ لساني .