Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 43-47)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ } يعني التوراة { مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا القُرُونَ الأُولَى بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي : لكي يتذكروا . فكانت التوراة أول كتاب نزل فيه الفرائض والحدود والأحكام . قوله : { مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا القُرُونَ الأُولَى } أي : قرناً بعد قرن ، كقوله : على مقرأ هذا الحرف : { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ } [ هود : 102 ] . قوله : { وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الغَرْبِيِّ } [ أي : غربي ] الجبل { إِذْ قَضَيْنَآ إِلَى مُوسَى الأَمْرَ } أي : الرسالة . { وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ } أي : لم تكن شاهداً يومئذ لذلك . قال : { وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ العُمُرُ } كان بين عيسى ومحمد عليهما السلام خمسمائة سنة . وبعضهم يقول : ستمائة سنة . { وَمَا كُنتَ ثَاوِياً } أي : ساكناً { فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ ءَايَاتِنَا } [ قال بعضهم : أي : لم تكن يا محمد مقيماً بمدين فتعلم كيف كان أمرهم فتخبر أهل مكة بشأنهم وأمرهم ] . { وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } . كقوله : { أَمْراً مِّن عِندِنَآ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } [ الدخان : 5 ] . قال : { وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا } أي : نودي : يا أمة محمد ، أجبتكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني . قال : { وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً } يعني قريشاً { مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي : لكي يتذكروا . قوله : { وَلَوْلآ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ } يعني المشركين { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِم } أي : بالذي هم عليه من الشرك . والمصيبة في هذا الموضع العذاب . يقول : ولو عذّبناهم لاحتجّوا وقالوا : { فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلآ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ ءَايَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ } . فقطع الله عذرهم بمحمد فكذَّبوه .