Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 51-55)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ القَوْلَ } أي : أخبرناهم بما أهلكنا به الأمم السالفة قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم ، أي : أهلكناهم بتكذيبهم رسلهم . قال : { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي : لكي يتذكَّروا فيحذروا ألا ينزل بهم ما نزل فيهم فيؤمنوا . قوله : { الذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ } أي : من قبل هذا القرآن { هُم بِهِ يُؤمِنُونَ } أي : هم بالقرآن يؤمنون ؛ يعني من آمن من أهل الكتاب ، يعني من كان متمسّكاً بدين موسى وعيسى ثم آمن بمحمد . قوله : { وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ } أي : القرآن { قَالُوا ءَامَنَّا بِهِ إِنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ } أي : من قبل القرآن { مُسْلِمِينَ } . قال الله : { أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا } أي : على دينهم . { وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ } أي : يعفون عن السيئة ويأخذون بالحسنة . والسيئة ها هنا الجهل ، والعفو : الحلم . وإذا حلُم فعفا عن السيئة فهو حسنة . [ وقال السّدي : يقول : ويدفعون بالقول المعروف والعفوِ الأذى والأمرَ القبيح ] قال : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } أي : الزكاة الواجبة . { وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ } أي : الباطل ، أي : الشرك والنفاق ، والقول السيء . وقال بعضهم : الشتم والأذى [ من كفار قومهم ] . { أَعْرَضُوا عَنْهُ } أي : لم يردّوا عليهم . { وَقَالُوا لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } كلمة حلم عن المشركين وتحية بين المؤمنين { لاَ نَبْتَغِي الجَاهِلِينَ } أي : لا نكون من الجاهلين . وقال بعضهم : هم مسلمو أهل الإنجيل . وقال الكلبي : هم أناس من أهل الكتاب لم يكونوا هوداً ولا نصارى ، وكانوا على دين أنبياء الله ورسله ، وكرهوا ما عليه اليهود والنصارى ، وأخذوا بأمر الله ، فكانوا ينتظرون النبي عليه السلام ، فلمّا سمعوا به وهو بمكة أتوه . فلما رأوه عرفوه بنعته ، وسألوه أن يقرأ عليهم القرآن . فلمّا سمعوه { قَالُوا ءَامَنَّا بِهِ } ، أي : بالقرآن ، { إِنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } . قال الله : { أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا } . يقول : بأخذهم بالكتاب الأول وإيمانهم بالكتاب الآخر . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين : من آمن بالكتاب الأول والكتاب الآخر ، والعبد إذا أطاع الله وأطاع سيّده ، والرجل إذا أعتق أمته ثم تزوّجها " . قال الكلبي : { وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } . قال أبو جهل لهؤلاء الرهط الذين أسلموا من أهل الكتاب : أفٍّ لكم من قوم منظور إليكم ، اتبعتم غلاماً قد كرهه قومه ، وهم أعلم به منكم . فقالوا لهم : { سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي الجَاهِلِينَ } .