Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 1-3)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } قوله : { الۤـمۤ } قد فسرناه في أول سورة البقرة { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا ءَامَنَّا } أي : صدقنا { وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } أي : بالجهاد في سبيل الله ، وبالفرائض التي أمرهم الله بها وابتلاهم بها . وهم قوم كانوا بمكة ممن أسلم وأجاب النبي عليه السلام إلى دينه ؛ كان قد وضع عنهم النبي عليه السلام الجهاد ، والنبي بالمدينة بعدما افترض عليه الجهاد ، وقبل منهم أن يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ، ولا يجاهدوا . ثم افترض عليهم الجهاد ، وأمرهم به ، وأذن لهم فيه ، وذلك حين أخرجهم أهل مكة فقال : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } [ الحج : 39 ] . فلما أمروا بالجهاد كره قوم القتال فقال الله : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتَالُ } أي : فلما فرض عليهم القتال { إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا القِتَالَ } أي : لم فرضت علينا القتال { لَوْلاَ } أي : هلاَّ { أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ } [ النساء : 77 ] ، وأنزل الله في هذه الآية في أول السورة : { الۤـمۤ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا ءَامَنَّا } أي : صدقنا فقط { وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } أي : وهم لا يبتلون بالجهاد في سبيل الله . قوله : { وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي : ولقد ابتلينا الذين من قبلهم ، أي : بعد تصديقهم وإقرارهم { فَليَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا } أي : أهل الوفاء والاستكمال لما ابتلاهم الله به من الأعمال ، { وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } أي : أهل الخيانة والكذب فيما ابتلوا به من الأعمال وهم المنافقون . وهذا علم الفَعال . قوله : { فلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا } أي : الذين آمنوا فاعلين الجهاد ولِكُلِّ ما تعبّدهم به من طاعته ، وليعلَمَنَّ المنافقين التاركين للجهاد ولكثير مما تعبّدهم به . وقد علم الله ذلك قبل أن يفترض عليهم ما افترض أنهم سيفعلون وسيتركون ، ولكنه قال : وليعلمنّكم كاذبين فاعلين وتاركين .