Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 56-62)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ } [ قال بعضهم : إن أرضي واسعة قال : إذا عُمِل فيها بالمعاصي فاخرجوا منها . وقال مجاهد : فهاجروا وجاهدوا ] . وقال بعضهم : أمرهم بالهجرة وأن يجاهدوا في سبيل الله ، يهاجروا إلى المدينة ثم يجاهدوا إذا أمروا بالجهاد . قوله : { فَإِيَّاىَ فَاعْبُدُونِ } أي : في تلك الأرض التي أمرتكم أن تهاجروا إليها ، يعني المدينة ، نزلت هذه الآية بمكة قبل الهجرة . قوله : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } كقوله : { ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ } [ المؤمنون : 15 ] قال الله : { ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } أي : يوم القيامة . قوله : { وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم } أي : لنسكننهم { مِّنَ الجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا } لا يموتون ولا يخرجون منها { نِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ } أي : نعم ثواب العاملين في الدنيا ، يعني الجنة . قال : { الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } . قوله : { وَكَأَيِّن } أي : وكم { مِّن دَابَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا } أي : تأكل بأفواهها ولا تحمل شيئاً لغد . قال مجاهد : يعني البهائم والطير والوحوش والسباع { اللهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ } أي : لا اسمع منه ولا أعلم . قوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم } يعني المشركين { مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ } يجريان { لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ } أي : فكيف تصرفون عقولكم بعد إقراركم بأن الله واحد ، وأنه خالق هذه الأشياء . قوله : { اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } أي : يوسع الرزق لمن يشاء من عباده { وَيَقْدِرُ لَهُ } أي : ويقتر عليه نظراً له ، يعني المؤمنين { إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } . كقوله : { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً } أي : ولولا أن يجتمعوا على الكفر { لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ … } إلى آخر الآية [ الزخرف : 33 ] . ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح ذبابة أو بعوضة ما أعطى الكافر منها شيئاً . " ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدنيا سجن المؤمن ، وهي جنة الكافر " .