Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 105-110)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } . هم أهل الكتاب . يقول : لا تفعلوا كفعلهم . ذكروا عن عطاء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لتتبعنّ سَنَنَ الذين من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع ، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه . قيل : يا رسول الله ، أهم اليهود والنصارى ؟ قال : فمن إذاً ؟ " . قوله : { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } قد فسّرناه قبل هذا . { وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } يعني الجنة ، أي : لا يموتون ولا يخرجون منها . قوله : { تِلْكَ ءَايَاتُ اللهِ } أي هذه آيات الله { نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ } أي عواقبها في الآخرة . [ قوله : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ } يعني بتوحيد الله { وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ } يعني عن الشرك بالله { وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ } ذكروا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أنتم توَفّون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله " . وقال الكلبي : إن من كان قبل هذه الأمة من الأمم ، كانوا يستحلون ظلم من دخل فيهم ممن هو على غير دينهم . فلما بعث الله هذه الأمة جعلهم يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، وجعلهم خير الأمم . قوله : { وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ الكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم } يعني عامَّتهم . ثم قال : { مِّنْهُمُ المُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ } . يعني من آمن منهم هم المؤمنون ، وأكثرهم الفاسقون وهو فسق دون فسق ، وفسق فوق فسق . وكان فسق أهل الكتاب شركاً ، يعني به الذين ثبتوا على اليهودية والنصرانية .