Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 198-200)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال : { لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللهِ } أي ثواباً من عند الله [ ورزقاً ] أي ثواب الآخرة . { وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ } . قوله : { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللهِ } يعني من آمن من أهل الكتاب . وهم الذين قال [ فيهم ] { وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا ءَامَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ } [ المائدة : 83 ] { وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ } والخشوع : المخافة الثابتة في القلب . وقال بعضهم : الخشوع التواضع ، وهما واحد . { لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً } كما اشترى به غيرهم من أهل الكتاب . { أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ } أي الجنة { إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ } . ذكر بعض المفسّرين قال : إنما نزلت في النجاشي وأناس من أصحابه آمنوا بنبي الله وصدّقوه . ذكر الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا بلغه موت النجاشي قام وأمر أصحابه فصلّوا عليه ؛ فقال من قال : يأمرنا أن نصلي على علج من الحبشة ، فأنزل الله : { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ } … إلى آخر الآية . قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا } . قال بعضهم : اصبروا على طاعة الله ، وصابروا أهل الضلالة ، ورابطوا في سبيل الله . وقال بعضهم : اصبروا على الفرائض ، ورابطوا العدو . وقال الحسن : اصبروا على أمر الله الذي فرض عليكم من الجهاد وغيره ، وصابروا عليه ، ورابطوا في سبيل الله ، أي الكفار . وقال الكلبي : اصبروا على البلاء ، وصابروا عدوكم ورابطوهم . قوله : { وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أي لكي تفلحوا ، وهي واجبة لمن فعل والمفلحون : السعداء ، وهم أهل الجنة .