Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 46-49)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي المَهْدِ } أي في حجر أمه { وَكَهْلاً } . والكهل ما زاد على ثلاثين سنة في تفسير الكلبي . وقال بعضهم : الكهل منتهى الحلم . وقال الحسن وغيره . يكلّمهم صغيراً وكبيراً . { وَمِنَ الصَّالِحِينَ } . فعلمت بذلك أن الله رزقها إياه ، فأرادت أن تعلم كيف ذلك فـ { قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ } أي كيف يكون لي ولد { وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } . قال : { وَيُعَلِّمُهُ الكِتَابَ } يعني الخط { وَالحِكْمَةَ } . قال بعضهم : الحكمة السنة ، وقال بعضهم : الفهم والعلم . { وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ } [ أي أصور ] { كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ } أي كشبه الطير { فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ } ذكروا عن الحسن أنه قال : الأكمه هو الأعمى . وقال بعضهم : هو الأعمى الذي ولدته أمه مطموس العينين . { وَأُحْيِي المَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } . قال الكلبي : كان يقول لبني إسرائيل : إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفح فيه فيكون طائراً بإذن الله وأبرىء الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله ، فقالوا : ما نرى الذي تصنع إلا سحراً ، فأرنا آية نعلم أنك صادق . قال : أرأيتم إن أخبرتكم بما أكلتم في بيوتكم قبل أن تخرجوا ، وما ادّخرتم من الليل ، أتعلمون أني صادق ؟ قالوا : نعم . فأخذ يقول للرجل : أكلت كذا وكذا ، وشربت كذا وكذا ، ورفعت كذا وكذا ؛ فمنهم من يقبل ويؤمن ، ومنهم من ينكر . وقال مجاهد : وأنبئكم بما أكلتم البارحة ، وبما خبأتم في بيوتكم . وقال : بعضهم : كان القوم لما سألوا المائدة وكانت خواناً ينزل عليهم أينما كانوا ثمراً من ثمار الجنة ، فأمروا أن لا يخونوا منه ولا يخبئوا ولا يدخروا لغد ؛ فكانوا إذا فعلوا شيئاً من ذلك أنبأهم عيسى بما صنعوا .