Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 7-11)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } قال بعضهم : المحكم هو الناسخ الذي يعمل به ، فأحلّ الله فيه حلاله وحرّم حرامه ، والمتشابه هو المنسوخ الذي لا يُعمل به ويُؤمَن به . وتفسير الكلبي : هو الۤمۤ ، والۤر ، الۤمۤر ، والۤمۤصۤ ، وأشباه ذلك . وبلغنا عن أبي حازم عن ابن عباس قال : هو التقديم والتأخير ، والمقطوع والموصول ، والخاص والعام ، وتفسير مجاهد : { هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ } ، يعني ما فيه من الحلال والحرام ، وما سوى ذلك فهو المتشابه . قوله : { فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ } والزيغ : الشك . وتفسير الكلبي أنها في النفر من اليهود الذين دخلوا على النبي عليه السلام : كعب بن الأشرف وأصحابه . وقد فسّرنا ذلك في سورة البقرة . ذكروا عن عائشة أنها قالت : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية فقال : قد سمّاهم الله لكم ؛ فإذا رأيتموهم فاحذروهم " . ذكروا عن ابن عباس أنه قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فقال : " أرأيتم الذين يجادلون فيه ، فهم الذين سمّى الله ؛ فإذا رأيتموهم فلا تجالسوهم ، أو قال : فاحذروهم " . قوله : { ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا } . كان الكلبي يقول : { ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ } أي : ابتغاء الشرك يعني أولئك اليهود . وقال الحسن : { ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ } أي : ابتغاء الضلالة ، { وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ } ، أي ابتغاء الحرابة . وقال الكلبي : هو ما نظر فيه أولئك اليهود من ألم وأشباه ذلك ، وكانوا حملوه على حساب الجمل ، حساب بقاء هذه الأمة زعموا حين التبس عليهم ، قال : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ } أي : تأويل ما كتب الله لهذه الأمة من الأكل ، { إِلاَّ اللهُ } ، فقال عند ذلك عبد الله بن سلام والنفر الذين أسلموا من اليهود ، وهم الراسخون في العلم : { ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا } . هذا تفسير الكلبي . وبلغنا عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : أنزل القرآن على أربعة أوجه : حلال وحرام لا يسع الناسَ جهلُهُ ، وتفسير يعلمه العلماء ، وعربية يعرفها العرب ، وتأويل لا يعلمه إلا الله ، يقول الراسخون في العلم : آمنا به كل من عند ربنا . ذكر بعض المفسّرين قال : نزل القرآن على ستّ آيات : آية مبشّرة ، وآية منذرة ، وآية فريضة ، وآية تأمرك ، وآية تنهاك ، وآية قصص وأخبار . قوله : { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } أي أولو العقول ، وهم المؤمنون . قوله : { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ } . قال الحسن : هذا دعاء أمر الله المؤمنين أن يدعوا به . وقال الكلبي : هم النفر الذين أسلموا من اليهود : عبد الله بن سلام وأصحابه . وقد فسّرناه في الآية الأولى من تفسير الكلبي . قوله : { رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيهِ } . ذكروا عن ابن مسعود أنه قال : ليوم لا شك فيه ، وهو يوم القيامة : { إنَّ اللهَ لاَ يُخْلِفُ المِيعَادَ } . قوله : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ } أي لن تنفعهم { أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ } أي : حطب النار . هو مثل قوله : { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ } [ الشعراء : 88 ] . قوله : { كَدَأْبِ ءَالِ فِرْعَوْنَ } الدأب : العادة والحال . { وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ العِقَابِ } يعني ما أهلك به الأمم السالفة حين كذبوا رسلهم . وقال بعضهم : { كَدَأْبِ ءَالِ فِرْعَوْنَ } ، أي : كفعل آل فرعون والذين من قبلهم . وقال الحسن : هذا مثل ضربه الله لمشركي العرب ؛ يقول : كفروا وصنعوا كصنيع آل فرعون { وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من الكفار { كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ } ، وهو عذابه أتاهم حين كذبوا رسله .