Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 35-39)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال الله عزَّ وجل : { أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً } أي : حجّة { فَهُوَ يَتَكَلَّمُ } أي : فذلك السلطان يتكلّم ، وهي الحجّة { بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ } وهذا استفهام ، أي : لم ينزل عليهم حجّة بذلك ، أي : لم يأمرهم أن يشركوا . قوله : { وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً } أي : عافية وسعة { فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } أي : شدة وعقوبة { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ } أي : ييأسون من أن يصيبهم رخاء بعد تلك الشدة : يعني المشركين . قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ } أي : يوسّعه عليهم { وَيَقْدِرُ } أي : ويقتر عليه { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } . قوله : { فَئَاتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ وَالمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ } قال الحسن : بعض هذه الآية تطوّع ، وبعضها مفروض ؛ فأما قوله : { فَئَاتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ } فَهُوَ تَطَوُّعٌ ، وهو ما أمر الله به من صلة القرابة ، وأما قوله : { وَالمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ } فيعني الزكاة . قال بعضهم : حدثونا أن الزكاة فرضت بمكة ، ولكن لم تكن شيئاً معلوماً . وقال الكلبي في تفسير هذه الآية : أن يصل ذا القربى ، ويطعم المسكين ، ويحسن إلى ابن السبيل ، وهو الضيف . قال : { ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ } . قوله : { وَمَآ ءَاتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلاَ يَرْبُوا عِندَ اللهِ } ذكروا عن الضحاك بن مزاحم قال : تلك الهديّة تهديها لِيُهدَى إليك خير منها ، ليس لك فيها أجر ، وليس عليك فيها وزر ، وقد نهى عنها النبي عليه السلام ، فقال : { وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ } [ المدثر : 6 ] . ذكر عبد الرحمن الأعرج أنه سمع ابن عباس يقرأها : لتُربوا ، وبعضهم يقرأها : ليربوَ ، أي : ليربوَ ذلك الربا الذي يُربون ، والربا : الزيادة ، أي : تُهدون إلى الناس ليُهدوا لكم أكثر منه . وذكروا أن النبي عليه السلام قال : " الهديّة رزق الله ، فمن أهدى إليه شيء فليقبله ، وليُعط خيراً منه " . ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يردّن أحدكم على أخيه هديتَه وَلْيُهْدِ له كما أهدى له " . ذكروا عن أبي عبيدة أنه قال : ترك المكافأة من التطفيف ؛ يعني مكافأة من أهدى . قال بعضهم : هذا ملاطفة تجري بين الإِخوان والأخوات والجيران . وقد رأينا الناس يلاطفون فقهاءهم وعلماءهم ويهدون لهم ، يرجون بذلك مودتهم وتعظيمهم وتشريفهم ، ولا يطلبون بذلك منهم مكافأة ، ويقبل منهم علماؤهم وفقهاؤهم ، ويرون ذلك من مكارم الأخلاق ، ومن سَنِيِّ الفِعال ، ويرون ردّ ذلك على إخوانهم الذين طلبوا ملاطفتهم ، وإدخال الرفق عليهم كسراً لهم ، وإزراء بهم ، وعيباً عليهم . وإنما يكره قبول الهدايا للأمراء والوزراء ، والقضاة والعمال ، لأن قبول الهدايا لهؤلاء رشىً في الأحكام ؛ فأما من سواهم ممن ليس بأمير ولا وزير ، ولا قاض ولا عامل ، فلا بأس بقبول الهدية لهم ، بل هو حسن جميل ، يثبت المودّة ، ويذهب الضغائن والغلّ . قوله : { وَمَآ ءَاتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ } أي : تريدون بها الله { فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُضْعِفُونَ } أي : الذين تضاعف لهم الحسنات .