Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 13-16)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَوْ شِئْنَا لأتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } كقوله : { أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ ءَامَنُوا أَن لَّوْ يَشَآءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً } [ الرعد : 31 ] . قال : { وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّاسِ أجْمَعِينَ } . ذكروا عن أبي هريرة قال : " اختصمت الجنة والنار ، فقالت النار : يا ربّ ، أوثرت بالجبّارين والمتكبّرين . وقالت الجنة : يا ربّ ، ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسُقّاطهم . فقال للنار : أنتِ عذابي أصيب بكِ من أشاء ، وقال للجنة : أنت رحمتي أصيب بكِ من أشاء ، ولكل منكما ملؤها بأهلها . أما الجنة فإن الله لا يظلم الناس شيئاً ، وينشئ لها ما شاء من خلقه ، وأما النار فيقذف فيها فتقول : هل من مزيد ، ويقذف فيها فتقول : هل من مزيد " . قال : { فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَذَا } أي : بما تركتم الإِيمان بلقاء يومكم هذا { إِنَّا نَسِينَاكُمْ } أي : تركناكم ، أي : في النار ، تركوا من الخير ولم يتركوا من الشر . { وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ } أي : الدائم الذي لا ينقطع . { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي : في الدنيا . قوله : { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } أي : في سجودهم { وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } أي : عن عبادة الله . قوله : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ } . ذكروا عن الحسن قال : هو قيام الليل . ذكر القوم ذنوبهم فتيقظوا من نومهم وتجافوا عن ضاجعهم . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى معاذ بن جبل بأشياء فقال في آخر ذلك : والقيام من الليل ، ثم تلا هذه الآية : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ } . ذكروا عن أنس بن مالك قال : كانوا يتنفّلون ما بين المغرب والعشاء ، يصلّون ما بينهما . قال : { يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً } أي : خوفاً من عذاب الله وطمعاً في رحمته ، يعني الجنة . { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } أي : الزكاة المفروضة .