Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 5-7)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَآءِ إِلَى الأَرْضِ } والأمر هو الوحي ، أي : ينزله مع جبريل من السماء إلى الأرض { ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ } أي : يصعد ، يعني جبريل إلى السماء { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } يقول : ينزل ويصعد في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدّون . قال بعضهم : إن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة ، فينزل مسيرة خمسمائة سنة ، ويصعد مسيرة خمسمائة سنة في يوم ، وفي أقل من يوم . وربما يسأل النبي عليه السلام عن الأمر يحضره فينزل في أسرع من الطرف . قال : { ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ } وهذا تبع للكلام الأول : { لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ } ثم أخبر بقدرته فقال : { عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ } { العَزِيزُ الرَّحِيمُ } . يعني نفسه . والغيب : السرّ ، والشهادة : العلانية . والعزيز أي : في نقمته ، الرحيم ، أي : بخلقه . ذكروا عن سلمان الفارسي قال : إن الله خلق يوم خلق السماوات و الأرض مائة رحمة ، كل رحمة منها طباقها السماء والأرض ، فأنزل الله منها رحمة واحدة ، فبها تتراحم الخليقة ، حتى ترحم البهيمة بهيمتها ، والوالدة ولدها ، حتى إذا كان يوم القيامة جاء بتلك التسع والتسعين رحمة ، ونزع تلك الرحمة من قلوب الخليقة ، فأكملها مائة رحمة ، ثم نصبها بينه وبين خلقه ، فالخائب من خيب من تلك الرحمة . قوله : { الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ } يعني آدم صلى الله عليه وسلم خلقه الله من طينة قبضها من جميع الأرض : بيضاء وحمراء وسوداء . فجاء بنو آدم على قدر الأرض ؛ منهم الأبيض والأحمر والأسود ، والسهل والحزن ، والخبيث والطيب .