Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 12-12)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال الله : { وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } وهم المنافقون ، وهم المرضى ، والمرجفون في المدينة ، وكل هؤلاء منافقون . وصنّف كل صنف منهم بعَلَمه ، وهم منافقون جميعاً ، وهو كلام مثنى : { مَّا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً } . وذلك أنه لما أنزل الله في سورة البقرة : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلآ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ } [ البقرة : 214 ] . فوعد الله المؤمنين أن ينصرهم كما نصر من قبلهم بعد أن يُزَلزَلوا ، وهي الشدّة ، وأن يحرَّكوا بالخوف ، كما قال النبيُّون ، حيث يقول الله : { حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ } قَالَ الله : { أَلآ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ } ؛ فقال المنافقون : وعدنا الله النصر [ فَلاَ ترانا ننصَر ] وأرانَا نُقتَل ونُهزَم . ولم يكن فيما وعدهم الله ألا يقتل منهم أحد ، ولا يهزموا في بعض الأحايين . قال في آية أخرى : { وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ } [ آل عمران : 140 ] وإنما وعدهم الله النصر في العاقبة وطوى عنهم القتل والهزيمة ، فذلك معنى قولهم : { مَّا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً } . وتأويل الغرور ها هنا هو الخديعة ، يقولون : خدعنا الله ، أي : أعلمنا بالعاقبة أنه سينصرنا وطوى عنا ما قبل ذلك مما يصيبنا من الشدائد والقتل والهزيمة . والغرور عند العرب هو الخديعة . قالوا : خدعنا الله ، وقد وصفوا الله بالخديعة لهم ، ولعمري قد خدعهم ، وهو قوله : { إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } [ النساء : 142 ] . وتفسير مخادعة الله إياهم في سورة الحديد . وسنفسّره إن شاء الله .