Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 32-33)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَا نِسَآءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَآءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ } ثم استأنف الكلام فقال : { فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ } قال الكلبي : هو الكلام الذي فيه ما يهوى المريب . وقال الحسن : فلا تكلّمن بالرفث . وكان أكثر ما يصيب الحدودَ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم المنافقون . قال : { فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } قال بعضهم : المرض ها هنا الزنا . وقال بعضهم : النفاق . { وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } . وهذا تبع الكلام الأول : { فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ } . قال : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } وهي تقرأ على وجهين : وقِرن وقَرن . فمن قرأها : { وَقَرْنَ } بالفتح ، فهو من القرار ، ومن قرأها { وقِرْنَ } بالكسر فمن قِبَل الوقار . قال : { وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى } أي : قبلكم ، في تفسير الحسن . وليس يعني أنها كانت جاهلية قبلها ، كقوله : { عَاداً الأُولَى } [ النجم : 50 ] أي : قبلكم . وبعضهم يقول : الجاهلية التي ولد فيها إبراهيم من قبل الجاهلية التي ولد فيها محمد صلى الله عليه وسلم . ذكروا عن الحسن أنه قال في تفسيرها : تكون جاهلية أخرى . ذكروا عن محمد ابن سيرين قال : لا تقوم الساعة حتى يُعبَد ذو الخَلَصة ، فإنه كان كبير الأوثان في الجاهلية . وذكروا عن عبد الله بن عمر قال : تنفخ النفخة الأولى وما يعبد الله يومئذ في الأرض . قال : { وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ } أي : المفروضة ، أي : الصلوات الخمس على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها . { وَءَاتِينَ الزَّكَاةَ } أي : المفروضة . { وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ } أي : في كل ما تعبَّدكن به من قول أو عمل . { إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ } أي : الشيطان الذي يدعوكم إلى المعاصي . وبعضهم يقول : الرجس ، يعني الإِثم الذي ذُكر في هذه الآيات . { وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } أي : من الذنوب . ذكروا عن أنس بن مالك قال : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب علي وفاطمة ستة أشهر وإذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت ، { إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } " قال بعضهم : بلغنا أن هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة .