Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 52-55)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَّ يَحِلُّ لَكَ النِّسَآءُ مِن بَعْدُ } وقد فسّرناه قبل هذا . { وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ } أي : حسن النساء غير أزواجه وما أحلّ الله له مما سُمِّي في قول أبي بن كعب ومجاهد والكلبي على وجه ما قالوا ، وفي قول الحسن : غير نسائه خاصة ؛ هذا في أزواجه اللائي عنده خاصة ، لا يتزوّج مكانهن ولا يطلقهن . قال : { إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ } أي : يطأ بملك يمينه ما شاء . { وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقيباً } أي : حفيظاً . قوله : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا } أي : تفرقوا . { وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ } بعد أن تأكلوا { إِنَّ ذِلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فِيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ } . ذكروا عن أنس بن مالك قال : " لما تَزَوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُولِم على أحد من نسائه ما أولم على زينب بنت جحش . قال أنس : كنت أدعو الناس على الخبز واللحم ، فيأكلون حتى يشبعوا . فجاء رجلان فقعدا مع زينب في جوف البيت ينتظران ، أظنه يعني الطعام . فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة فقال : " السلام عليكم يا أهل البيت " . فقالت عائشة : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، كيف وجدت أهلك ؟ بارك الله لك فيهم . قال : فاستقرى نساءه كلهن فقلن بمقالتها . ثم جاء فوجد الرجلين في البيت ، فاستحيى فرجع ، فأنزل الله آية الحجاب ، فقرأها عليهم فخرجا . ودخل النبي صلى الله عليه وسلم وأرخى الستر " . ذكروا عن أنس بن مالك " أن عمر بن الخطاب قال : قلت : يا رسول الله ، إنه يدخل عليك البَرُّ والفاجر ، فلو أمرت نساءك يحتجبن . فأنزل الله آية الحجاب " . قوله : { غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ } أي : صنعته . وقال مجاهد : متحيّنين حينه . قوله : { وَاللهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ } أي : أن يخبركم أن هذا يؤذي النبي . قوله : { ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } أي : من الريبة والدنس ، أن يكون لك من وراء حجاب . قال : { وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللهِ عَظِيماً } . قال ناس من المنافقين : لو قد مات محمد تزوّجنا نساءه ، فأنزل الله هذه الآية . وقال : { إِن تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ } يعني ما قالوا : لو قد مات محمد تزوّجنا نساءه . { فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } . ثم استثنى من يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الحجاب فقال : { لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي ءَابَآئِهِنَّ وَلآ أَبْنَائِهِنَّ وَلآ إِخْوَانِهِنَّ وَلآ أَبْنَآءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلآ أَبْنَآءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَآئِهِنَّ } المسلمات { وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ } وكذلك الرضاع بمنزلة الذي ذكر ممن يدخل على أزواج النبي عليه السلام في الحجاب . قال : { وَاتَّقِينَ اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً } أي : شاهد لكل شيء وشاهد على كل شيء .