Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 70-73)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَآ أيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً } أي : عدلاً ، وهو لا إله إلا الله { يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } أي : لا يقبل العمل إلا ممن قال لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه ، ولا يقبل القول إلا ممن عمل صالحاً ، أي : لا يقبل ممن ينقص الإِيمان ، لأن الإِيمان قول وعمل . قال : { وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ } أي : بالقول والعمل { فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } وهي النجاة العظيمة من النار إلى الجنة . قوله : { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا } . قال بعضهم : عرض عليهن الطاعة والمعصية ، والثواب والعقاب . وقال الكلبي : إنه عرض العبادة على السماوات والأرض والجبال ليأخذنها بما فيها . قلن : وما فيها ؟ قيل : إن أحسنتن جوزيتن ، وإن أسأتن عوقبتن . فأبين أن يحملنها ، وعرضها على الإِنسان ، والإِنسان آدم ، فقبلها . ذكر إبراهيم بن محمد عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس قال : الأمانة التي حملها ابن آدم : الصلاة والصوم والغسل من الجنابة . ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله : ثلاث من حفظهن فهو عبدي حقاً ، ومن ضيعهن فهو عدوي حقاً : الصلاة والصوم والغسل من الجنابة " . ذكروا عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ائتمن ابن آدم على ثلاثة : على الصلاة ، ولو شاء قال : صليت [ ولم يصل ] ، وعلى الصيام ، ولو شاء قال : صمت [ ولم يصم ] ، وعلى الغسل من الجنابة ، ولو شاء قال : قد اغتسلت [ ولم يغتسل ] " قال : ثم تلا هذه الآية : { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَآئِرُ } [ الطارق : 9 ] . قال تعالى : { إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً } أي : لنفسه { جَهُولاً } بدينه ؛ وهذا المشرك . قوله : { لِّيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ } أهل الإِقرار بالله والنبي من أهل التضييع للأعمال والخيانة للأمانة ، وهي الدين . { وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ } أهل المساواة والإِنكار والجحود . ذكروا عن الحسن أنه قرأ هذه الآية : { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ … } إلى قوله : { وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً لِّيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ } فقال : هما والله اللذان ظلماها ، وهما اللذان خاناها : المنافق والمشرك . قال تعالى : { وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } أهل الصدق والوفاء في الأعمال . { وَكَانَ اللهُ غَفُوراً } أي : لمن تاب إليه من شركه ونفاقه { رَّحِيماً } أي : بالمؤمنين ؛ فبرحمته يدخلهم الجنة .