Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 15-16)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ ءَايَةٌ } كانوا باليمن . وفي تفسير الحسن وغيره : هي أرض . وقال الحسن : لقد تبيّن لأهل سبأ كقوله : { وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ } [ يوسف : 82 ] أي : أهل القرية . ذكروا عن علقمة أنه سمع ابن عباس يقول : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ ، أرض هي أم امرأة أم رجل فقال : " بل هو رجل ولد عشرة فباليمن منهم ستة ، وبالشام أربعة . فأما اليمانيون فمذحج وحمير وكندة وأنمار والأزد والأشعريون . وأما الشاميون فلخم وجذام وعاملة وغسان " . قال : { لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ ءَايَةٌ } ثم أخبر بتلك الآية فقال : { جَنَّتَانِ } . وتفسير الحسن : أن فيها تقديماً . وتقديمها : لقد كان لسبأ في مساكنهم جنتان ، فوصفهما ، ثم قال : ( آية ) . قوله : { عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ } أي : جنة عن يمين ، وجنة عن شمال . قال : { كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ } أي : هذه بلدة طيبة { وَرَبٌّ غَفُورٌ } أي : لمن تاب وآمن وعمل . قوله : { فَأَعْرَضُوا } عما جاءت به الرسل { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ } قال بعضهم : العرم : المسنّاة ، يعني الجسر الذي يحبس به الماء ؛ وكان سداً قد جعل في موضع من الوادي تجتمع فيه المياه . وذكروا أنه إنما نقبه دابة يقال له الخُلد ، ليس له عينان وله نابان يحفر بهما الأرض . وفي تفسير مجاهد : إن ذلك السيل الذي أرسله الله عليهم من العرم كان ماء أحمر أتى الله به من حيث شاء . وهو الذي شق السد وهدمه ، وحفر بطن الوادي عن الجنتين فارتفعتا ، وغار عنهما الماء فيبستا . وقال بعضهم : إنهم كان لهم واد يجتمع فيه الماء كل عام يسقي جناتهم وأرضهم ؛ فبعث الله عليهم دابة يقال لها الجرذ ، فحفر السد ، فسال الماء فغرّق جناتهم وأرضيهم . قوله : { وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ } أي : ثمرة { خَمْطٍ } الخمط : الأراك ، وأكله البرير . { وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ } .